نافذة على الصحافة

كاتب تركي: حكومة حزب العدالة والتنمية لا تستطيع إصلاح علاقاتها الخارجية


قال الكاتب الصحفي التركي قدري كورسال أن بعض الاوساط تدعي سعي حكومة حزب العدالة والتنمية لإعادة ضبط سياستها الخارجية، بين أن اعادة الضبط  تعني اصلاح الخطأ وازالة الممارسات الخاطئة والاعتراف بالخطأ واعادتها إلى وضعها السابق اي ان اعادة اصلاح السياسة الخارجية المنهارة.
و تساءل الكاتب عما اذا كانت السياسة الخارجية تعمل بشكل سليم  سابقاً وتم استخدامها بشكل سيء من قبل الاداريين وبين أن الاشخاص الذين اسسوا هذه السياسة هم الذين  قاموا بإدارتها وتنفيذها واضاف متسائلا..."هل يأمل العاملين على اعادة ضبط السياسة الخارجية نجاح من ساهموا بإفلاسها والعمل على انجاحها هذه المرة؟"
و رأى الكاتب أن العزلة السياسية التي تشهدها تركيا اليوم جاءت كنتيجة طبيعية للسياسة الخارجة التي مارستها حكومة حزب العدالة والتنمية واضاف..."على سبيل المثال مبدأ تصفير المشاكل مع دول الجوار كان بمثابة استراتيجية محكومة بالفشل منذ البداية، إضافة الى ضرورة حل المشكلة الكردية في تركيا ودمج سورية وايران في النظام الدولي. تحولت تركيا إلى دولة مركزية في البداية حيث أكدت حكومة  حزب العدالة والتنمية ان الغرب ينهار، وادعت اقامة نظام جديد في الشرق الاوسط و ادارة التغيير في المنطقة.. و لكن ما حققته خلال 4 سنوات خلق تصور حول تشكيل تركيا تهديداً في الشرق الاوسط عبر الخطاب العثماني لذلك لا يمكن عودة حكومة حزب العدالة والتنمية إلى عهدها السابق بسبب التخريب الكبير الناتج عن السياسة الكارثية ازاء سورية والذي لا يمكن تعويضه واصلاحه".
وقال الكاتب أن الازمة السورية التي تعمقت بسبب السياسة العسكرية السرية لأنقرة والمعتمدة على فتح الابواب لتنظيم القاعدة بدأت تهدد تركيا، ولفت إلى أن الحكومة ادعت اعادة النظر واصلاح علاقاتها مع العراق حيث زار وزير الخارجية داود اوغلو النجف وكربلاء ورمى الزهور على الشيعة ولكن بعد ذلك وقعت الحكومة اتفاقيات النفط السرية مع الاكراد في العراق، وتبين انها تكذب على بغداد عبر نفي توقيع اتفاقيات. واشار إلى ان عمر اعادة ضبط العلاقات مع العراق لم يستمر سوى 20 يوم مع اغلاق بغداد المجال الجوي امام الطائرات التركية الخاصة التي من المحتمل ان تقل الوزير التركي الى العراق.
وأكد ان حكومة حزب العدالة و التنمية لا يمكن ان تصلح وتعيد ضبط سياستها الخارجية مع مصر دون التخلي عن الاخوان المسلمين واقامة العلاقات الجدية مع نظام السيسي الذي تأكد بقائه في الحكم، بينما اعادة اصلاح العلاقات مع ايران يتطلب تغيير السياسات ازاء سورية ورأى أن اصلاح السياسة الخارجية التركية يقتضي العودة إلى السياسة الخارجية العلمانية والتخلي عن السياسة الخارجية العثمانية والاسلامية الطائفية والتمسك بالقيم العالمية المعاصرة على المنطقة كالعلمانية والديمقراطية و حقوق الانسان و المساواة بين الرجل و المرأة وحرية التعبير والاعلام وحقوق وحريات الفرد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=1887