وجهات نظر

أولوية التفاوض مع دمشق

باسمة حامد


كتبت باسمة حامد مقالاً في صحيفة الوطن السورية تحت عنوان "المجتمع الدولي وأولوية التفاوض مع دمشق" جاء فيه:

قالت الكاتبة : الاستياء البريطاني الفرنسي «الإعلامي» من تصريحات جون كيري لم ينف حقيقة توجه «المجتمع الدولي» نحو التفاوض مع الرئيس الأسد أو ممثلين عنه.

وأضافت.. وبالرغم من محاولات الناطقة باسم الخارجية الأميركية التخفيف من حدة تصريح الوزير كيري بحديثها عن غياب أي عملية تفاوض سياسي على وشك أن تبدأ، وأن الأمور لا تزال «في إطار المرحلة النظرية.. إلا أن مكافحة الإرهاب تتصدر أولويات الأجندة الدولية ليس رغبة من دعاة «حقوق الإنسان» إنهاء معاناة الشعب السوري، بل خوف من تمدد التنظيمات الإرهابية واحتمال انتقال عملياتها إلى قلب المجتمعات الغربية بعد إخفاق تحالف واشنطن باحتوائها.

واعتبرت الكاتبة أن ما يؤكد وجود اهتمام دولي بخيار التفاوض مع دمشق مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة /بان كي مون/ في الثاني عشر من الشهر الجاري مجلس الأمن لاتخاذ «إجراءات حازمة لإنهاء الأزمة في سورية» وإشارته إلى أن الاهتمام العالمي يتركز حالياً على تهديد تنظيم «داعش»، إضافة إلى تصريح منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد /فيديريكا موغيريني/ حول لقاءات تمت مع ممثلين عن الرئيس الأسد في وقت سابق، بالتزامن مع الإعلان الروسي توسيع قائمة المشاركين المحتملين في الجولة الثانية من لقاء موسكو2 المتوقعة خلال الأيام العشرة الأولى من نيسان المقبل.

وأشارت إلى أن ملامح الانعطافة الأوروبية والأميركية حيال الملف السوري أصبحت واضحة على خلفية الحاجة للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات مع دمشق لكونها تمتلك تجربة طويلة (ميدانية واستخبارية) في محاربة الإرهاب, واللافت للانتباه في هذا السياق، أن الدول الغربية- ومعظمها تابعة ومنفذة لسياسات واشنطن ومرتبطة بمصالح اقتصادية مع بعض دول الخليج العربي- تتحدث اليوم عن ضرورة «الحل السياسي» في سورية وهي تبصم على «شرعية النظام» كإحدى السبل لتطويق الظاهرة!!

وختمت بـ لذلك، لا يمكن قراءة هذا التحول من زاوية واحدة باعتباره انعكاساً للبراغماتية الأميركية والواقعية السياسية لإدارة أوباما وهي «تغسل يديها من سورية» وفق تعبير صحيفة /بوست/ الأميركية، بل تجب قراءاته أيضاً من زاوية الاعتراف الدولي بالدور المهم الذي يقوم به محور المقاومة لدحر هذه الآفة والأمل بالتعاون معه للقضاء على «داعش»، ومؤشرات هذا الاعتراف تغير سياسات الغرب وتجاهله معارضة حلفائه في السعودية وتركيا و«إسرائيل» على الاتفاق النووي الإيراني.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18826