أكد الكاتب السعودي داود الشريان في مقال نشرته اليوم صحيفة الحياة اللندنية تحت عنوان "التفاوض مع سورية آت"أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول ضرورة تفاوض واشنطن مع السيد الرئيس بشار الأسد لإنهاء الحرب في سورية كانت واضحة وما صدر عن الخارجية  الامريكية فيما بعد من تطمينات قد تكون قصدت تخفيف الصدمة لدى شركاء واشنطن الذين لم يتم الاخذ برأيهم في هذا التوجه.

وقال الشريان إن “واشنطن وشركاءها الأوروبيين وبعض الدول الإقليمية المؤثرة في الأزمة التي تشهدها سورية أصبحوا مدركين أن لا مفر من الحل السياسي لإنهاء الحرب فيها وكل التعقيبات والتفسيرات التي صدرت عن تركيا وشركاء غربيين آخرين اعترفت في ثناياها بهذا الطريق.

مشيراً إلى أن من يقرأ بتمعن تطمينات جوش إرنست الناطق باسم البيت الأبيض سيجد أنه حسم الجدل وكشف هدف الإدارة من وراء تصريحات كيري إذ قال إن “أولويتنا هي التعاطي مع الخطر الذي يمثله المتطرفون الذين يستغلون الفوضى في سورية” معتبرا أن نزع فتيل العنف من يد المتطرفين الذين يستغلون الفوضى للاستمرار والتمدد أصبح الهدف المقبل لهم.

ويرى الكاتب السعودي أنه لفهم الغضب الأوروبي من تصريحات كيري يجب العودة إلى تذمر الفرنسيين وبعض الدول الأوروبية من توجهات المفاوضات الأمريكية مع إيران حول مشروعها النووي والتي كشفت خوف الأوروبيين من حصول الشركات الأمريكية على الامتيازات الكبرى كثمن للصفقة مع طهران مشيرا إلى أنه يمكن قراءة هذا الجدل الذي أحدثته تصريحات الوزير الأمريكي كجزء من الضغوط المضادة من الأوروبيين على واشنطن لتخفيف تنازلات الجانب الأمريكي في مفاوضاته مع إيران.

وختم الشريان مقاله بـ مفاوضات على طريقة مؤتمر جنيف لإنهاء الحرب في سورية التي وصفها بالمعقدة ودخلت عامها الخامس لم تعد مجدية حيث "يصعب الرهان على معارضة غير متجانسة وليس لديها مشروع موحد للحل فضلاً عن أن بعضها بات طرفاً في نزاعات مع دول إقليمية مؤثرة".

مركز الاعلام الالكتروني