وجهات نظر

مفارقــــات “الحـــل السياســـي”

د. عبد اللطيف عمران


تحت عنوان "مفارقات الحل السياسي" كتب د. عبد اللطيف عمران مقالاً في صحيفة البعث أكد فيه أن حل الأزمة السورية هو أولاً وآخراً وطني من خلال الارتكاز على إرادة الشعب ووعيه ومصالحه فأي شيء يأتي من خارج الحدود هو مجرد كلام.

يبدأ الكاتب مقالته بالقول: لا شك في وجود اتجاه إقليمي ودولي للمتاجرة بالحل السياسي متجدّد الطرح اليوم، فقد سبق تصريح كيري المدوّي لقناة CBS «علينا أن نتفاوض في النهاية» تصريحات ممهّدة له من قبل ديمسبي «بعدم القدرة على حماية المعارضة المعتدلة» ولروبرت فورد ولجون برينان، ولعدد من المسؤولين الأوروبيين بالتأكيد على ضرورة «الحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع الإرهابيين من انهيارها». كما تلاه التصريح المهم لمفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن «استمرار التواصل بين المسؤولين السوريين والأوروبيين للبحث عن تسوية سياسية للأزمة»

ويرى الكاتب أن الانعطاف الدولي اليوم لم يأتِ في الحديث عن الحل السياسي للأزمة السورية مفاجئاً، ولا من فراغ، فهو بالدرجة الأولى وليد صمود وتلاحم الشعب والجيش والقيادة السورية، وهو بالدرجة الثانية نتاج فشل الرهان على الخيارات السابقة لأعداء سورية وفي طليعتها الحل العسكري، إذ أجهد هؤلاء الأعداء رهانهم على الإرهابيين والتكفيريين، وضاعوا بين المجموعات المسلحة، و«المعارضة المعتدلة» وائتلاف الفنادق والمطارات، والفشل في تطبيق قرارات مجلس الأمن 2170- 2178-2199.
فقد بدأ حديث الحل السياسي يشهد استقطاباً، وشجاراً، واصطفافات متعددة بين الأوروبيين والأمريكيين والرجعية العربية.

مضيفاً.. من هنا يكون الحل السياسي ضرورة حتى ولو أرهق دول الاستعمار القديم: فرنسا وبريطانيا وتركيا، وكذلك الرجعية العربية، وأثار لديها إشكاليات واضطرابات، لكن يبدو أن هذا الحل هو معركة أيضاً.

وأوضح الكاتب أنه ليس هناك الآن ضمانات وطنية مجدية فيه، لأن الغرب في نزوعه نحو الحل السياسي للأزمات وخاصة في هذه المنطقة، يتجه نحو الوصول إلى دولة «وطنية» مهمّشة، لا تملك قراراً موحداً، ولا هدفاً وطنياً أو عروبياً مصيرياً أو مبدئياً، ولا سياسة خارجية مستقلة، دولة لا تستطيع مقاومة المشاريع المضادة. فغالباً ما ينشد الغرب حلاً تدخلياً خارجياً يصدر عن إلزام دولي. وهذا جميعه لا يمكن أن يحدث في سورية بعد هذا الصمود والتضحية والاتجاه نحو هزيمة الإرهاب والمؤامرة.

وختم الكاتب بـ لذلك الحل هو أولاً وآخراً وطني من خلال الارتكاز على إرادة الشعب ووعيه ومصالحه «فأي شيء يأتي من خارج الحدود هو مجرد كلام… ولا خيار لدينا منذ اليوم الأول للأزمة إلاّ الدفاع عن وطننا» هذا هو الواقع، وخيار الوطن والوطنيين الذي أكده الرئيس الأسد أول أمس.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18752