تحت عنوان "السير في أرض ملغمة .. و انهيار الوهم" كتب الباحث الجيوسياسي عبدالله أحمد مقالاً في موقع بتوقيت دمشق جاء فيه:

سنوات أربع  من الحرب على سورية، ومازلت ترتفع أصوات البعض بصدى وهم الفيض الأخلاقي الغربي الذي تم تسويقه خلال سنوات خلت على سياق أفلام هوليود، أنه وهم يسمى "الثورة السورية".
إنها سنوات أربع من التضليل والدعاية الهدّامة، سنوات أربع من استهداف الحضارة الإنسانية والبنيان الثقافي والفكري، واستهداف منهجي لمؤسسات الدولة، سنوات أربع من تسويق الوهم، واستهداف الابرياء وقتل القيم. واستخدمت فيها كلّ الأساليب من القوّة الناعمة والذكية وصولاً الى الجيل الرابع للحروب، واستخدام عصابات الجريمة المُنظمة في أبشع صورها، من خلال الاستثمار في الجماعات الارهابية "الاخوان المسلمون" و"داعش" و"النصرة".

على الرغم من تغير الأساليب واستخدام القوّة الناعمة والذكية تماشياً مع توصيات جوزيف ناي وبريجنسكي، إلاّ أن الاستراتيجية الامريكية لم تتغير، والهدف هو تمكين السيطرة على مقومات القوة والسيطرة بالوصول إلى منابعها الأساسية في اسيا المركزية "أورسيا"،  وكان ذلك يتطلب إسقاط المشرق العربي المتمثل في سورية والذي يشكل عائقا أساسيا أمام هذا المشروع
كان للقوّة الناعمة الدورالأساسي في تهيئة الأرضية المناسبة لبدء الحرب على سورية، حيث سخّرت لأسر جزء من الشعب السوري في مشاريع مشبوهة، تبنّتها إدارة الحرب على مدى السنوات العشر السابقة، فمن حرب الأفكار، الى الدبلوماسية العامة، وصولا الى دراسة الواقع السوري والدراما السورية والاعلام، وبتناغم مع خطط الاتحاد الاوربي حول سوريا  تم إنشاء  تنظيم المشاع  الابداعي "Creative commons"  لتفعيل ما يسمى منتديات المجتمع المدني  والتواصل الإجتماعي والتدوين خدمة للمشروع الغربي  بإدارة مباشرة من المقرّ الأساسي في سان فرانسيسكو وتحت إشراف الإيطالية دوناتالا دلاراتا ، وبدأت الخطوات بشكل متسارع ابتداءا من عام 2009 من خلال الملتقى الثاني للمدونين العرب الذي عُقد في بيروت من 8 إلى 12 ديسمبر 2009، وصولا الى التدريب المتواصل لما يُسمى ناشطين الحرية في سعي  لتهيئة البيئة لتغير الواقع واسقاط الدولة السورية ، واستخدمت  الشعارات المضلله وان غلفت بعبارات براقة كما عبر  جون فيليب "من شركة فيرفوكس  الشركة الراعية للمشروع " إنهم يسعون الى حرية الفكر والروح والجسد.

من جهة أخرى اعتقد أردوغان أن وصفة عثمان دينتشار والّتي اعتمدت على خطط استراتجية " الدراسة التي حملت عنوان  السير في أرض مُلغمة"  لتمكين تنظيم الإخوان المسلمين الارهابي الى السلطة في سورية  هو السبيل إلى تحقيق أحلامه في إحياء الماضي العثماني من خلال تبنى المشروع الامريكي "الشرق الاوسط الجديد".
خطط واستراتيجيات حيكت بعناية ، وسخّرت الهيئات والتنظيمات العالمية لخدمة المشروع الهدّام  والاستعداد للتدخل تحت عنوان "مسؤولية الحماية"، المبدأ الذي اعتمد في الأمم المتحدة بجهود " ثاكور، ايفانز، جورج سوروس، ومحمد البرادعي بطل الحوار مع حماس "، بالتوازي مع التحالف مع تنظيم "الاخوان المسلمين" و "داعش" و "النصرة"من أجل تعميم الفوضى وإسقاط الدول لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

مع بداية العام الخامس للحرب على سورية ، انقلبت الصورة مما دعى الناتو/والناتو العربي (GCC) من انظمة الرجعية العربية  واسرائيل وبقيادة الولايات المتحدة الامريكية باعادة  تقيم الخطط بعد ان بدأت مرحلة الاستثمار في تنظيم داعش الارهابي ينهار ، فعاد الحديث عن المناطق العازلة  "buffer Zone" في شمال وشرق سورية، بالتوازي مع محاولة تحفيز لفتح جبهة ثالثة في الجولان بالاعتماد على اسرائيل .

هذه الاستراتيجية والتي نوقشت في عام 2012 في معهد بروكينز تحت عنوان "Accessing options   for regime  - change" تقيم خيارات  تغير النظام كبديل للحلول الساسية وان ترافقت مع حملة علاقات عامة مضللة خلال جولات  المبعوث الدولي كوفي عنان وبعده الإبراهيمي وصولا الى ستيفان ديمستورا .
الأصوات تتعالى والصراخ أيضا ...وها هي د. آن مارى سلوتر مديرة التخطيط في مجال السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية سابقا ، تدعو الى إحياء الخطط السابقة وضرب سورية ليكون الصدى  ليس في دمشق فقط  وإنما أيضا في موسكو، فالمطلوب تغير الحسابات الاستراتيجية بالقوة ،أو بمحاولة الحدّ من تداعيات تغير الواقع وانتصار المحور الممانع لسياسات الغرب من خلال فتح باب الحوار، وتصريحات كيري بضرورة الحوار مع الأسد ما هي إلاّ البداية  .

لا عودة الى الوراء ...الصلابة  والارادة الشعبية ...وحكمة القيادة السورية ...وبطولات الجيش العربي السوري ..قلبت الصورة واعادت التوازن ..وها هي ملامح العالم الجديد تظهر ..ويسقط الوهم ...لم تنتهي الحرب بعد ...الا انها بداية النهاية للحرب القذرة التي استهدفت وجودنا ...فاللعبة انتهت ...وبقيت سورية الاسطورة والرقم الصعب .

مركز الاعلام الالكتروني