وجهات نظر

“ناموا ولا تستيقظوا.. ما فاز إلّا النوّم”، فنوم الظالم عبادة

أحمد حسن


تحت عنوان " العرب وانتخابات “الكنيست” وتخلي “كيري"” كتب أحمد حسن مقالاً في صحيفة البعث أشار فيه إلى فظاعة عرب الردة وعرب التسوّل في الترقب الكبير لنتائج الانتخابات الإسرائيلية ومؤكداً أن لا فرق بين "إسرائيلي" وآخر إلّا بدرجة التطرف لا بنوعيته.

يبدأ الكاتب مقالته بالقول: تكاد قلوب بعض العرب -حكاماً ومثقفين وقادة معارضات سلمية ..!!- تخرج من صدورهم خوفاً على مصير “نتنياهو” في انتخابات، اليوم، فالرجل أصبح أملهم الأخير في ساحات حروبهم العبثية، بعد خيبة أملهم في “حسم” أوباما مع إيران، و”تخلي” جون كيري عنهم في مسيرتهم الشاقة نحو فتح دمشق.

مشيراً إلى أن المنافس الأقوى لنتنياهو "اسحق هرتسوغ"، ليس كما يأملون تماماً، فالرجل أعلن مراراً، بحسب الإعلام "الإسرائيلي"، أن “الصفقة النووية الإيرانية ليست فظيعة”، وتلك جريمة كبرى يستحق عليها الطرد من جنة أعراب هذا الزمن الأغبر,

ويتابع... مُفجعٌ ألّا يتعلم العرب من دمائهم النازفة على مدى العقود الماضية أنه لا فرق بين يمين ويسار ووسط ويمين اليمين ويسار الوسط في هذا الكيان الاستيطاني القاتل، لا فرق بين “إسرائيلي” وآخر إلّا بدرجة التطرف لا بنوعيته, ببساطة تامة، العرب خارج التاريخ، هم يشترون السلاح بكثافة فالسعودية والإمارات تحتلان مراتب متقدّمة جداً في قائمة أكثر الدول شراء للأسلحة- لكن لأهداف ليس من بينها قطعاً تحرير “بيت المقدس”، بل إنها تقتصر على هدفين اثنين، الأول: سفك المزيد من الدماء العربية في سورية والعراق واليمن وبحرين “الثورة المنسية”، والثاني: ضخ السيولة في عروق مجمّعات تصنيع الأسلحة الغربية.

غداً سيستيقظ العرب على خبر بقاء “نتنياهو” في منصبه أو مغادرته إياه، وفيما سيبكي بعضهم ويفرح بعضهم الآخر، سيكون هناك عرب من طينة أخرى، لا يراهنون على ثلاثية “الكنيست” و”الكونغرس” و”الأليزيه”، بل على ثلاثية “الجيش والشعب والقيادة”، ويعرفون أن عليهم أن يتابعوا، مع بقية الأحرار في العالم، تصنيع وتجميع المتغيّرات المتسارعة في المنطقة.

ويختم الكاتب بـ أما عرب الردة وعرب التسوّل، فقد حان الوقت كي يقول لهم أحد ما: ليس أمامكم سوى ثلاثة دروب، إما الاستمرار في مسار انفصالكم التام عن الواقع، أو مشاركة “جنبلاط” في “احتقاره” اللغوي العاجز للمتغيّرات ودلالاتها، أو اتباع نصيحة الشاعر العربي وهو يخاطبكم في بداية القرن الماضي: “ناموا ولا تستيقظوا.. ما فاز إلّا النوّم”، فنوم الظالم عبادة كما تقول أمثالنا العربية الصادقة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18716