وجهات نظر

فانتازيا الدمار والإعمار!!

ناظم عيد


تحت عنوان " فانتازيا الدمار والإعمار!!" كتب ناظم عيد مقالاً في صحيفة البعث أكد فيه أن “تدمير سورية المستقبل” يتم على أيدي زاعمي تمويل “مصر المستقبل”، وفي كلتا الحالتين نحن أمام فعل اقتصادي بأبعاد سياسية. 

قال الكاتب : لم تشفع الأخبار المتواترة عن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، والدلالات العميقة لسلسلة العقود والمنح الاقتصادية الخليجيّة لمصر، والتي تفوح منها رائحة السياسة،  لم تشفع لنا في كبح جماح شهوة جلد الذات، التي تستحكم  ببعضنا نحن السوريين أحياناً، وغررت بنا لنفصّل, فصلاً حدّياً بين البعدين السياسي والاقتصادي في الحديث عن تفاصيل أزمتنا!!.

وأضاف.. الواقع أن ثمة مقاربة، لا بد أن نفصح عنها هنا، ألحت علينا، ومصدرها ما أفضى إليه المؤتمر من نتائج أشبه بالفانتازيا قوامها “أطنان” من مليارات الدولارات، وحشد مالي ومعنوي، بدا مريباً في أبعاده تحت عنوان “مصر المستقبل”، وسخاء استعراضياً يجري على إيقاعات الحشد الإرهابي والضخ المالي لإذكاء نار التخريب في المضمار السوري بعنوان مفترض استنتاجاً -ولدينا متوالية قرائن بشأنه- وهو “تدمير سورية المستقبل” على أيدي زاعمي تمويل “مصر المستقبل”، وفي كلتا الحالتين نحن أمام فعل اقتصادي بأبعاد سياسية.

ومن هناك من بوابة شرم الشيخ اخترنا الدخول إلى أزمة الليرة السورية، الموضوع الذي يختزل مجمل أزمة اقتصادنا، لأن سعر صرف عملة أي بلد هو خلاصة اقتصادية وسياسية، وليس مقدّمة لتفاصيل طويلة، وسنلتقط مؤشر الليرة هنا لأنه قابل للإسقاط على كل قطاع أو مكوّن اقتصادي.

ويرى الكاتب أنه آن الأوان لنشترك جميعاً في صياغة مفردات حل اقتصادي، وليس مجرد نقدي، لأزمة ليرتنا، وبالتالي أزمة اقتصادنا الكلّي بكل قطاعاته، فهل سألنا عن حجم الإصدار النقدي العام وقارناه بالمعادل الإنتاجي الراهن “والمعادل الإنتاجي يعني صادرات والصادرات تعني معادلاً نقدياً بالعملات الصعبة”، لنتحرّى ونقدّر حجم التضخّم النقدي الناتج عن وجود كتلة نقد كبيرة عائمة بلا روائز سلعية محلية وقيم مضافة حقيقية؟. وهل ستلغي سياسات “النقد المُدار” حقيقة وهننا الاقتصادي الإنتاجي والخدمي، حتى لو نجحت في إعادة سعر صرف الدولار إلى أقل من 50 ليرة سورية؟، وهل سيكون علينا التصفيق حينها لمن يكون موزّع شيكات بلا أرصدة علينا، وإلى متى يمكن الاستمرار بذلك؟.

ويختم بـ قد يكون آن الأوان لنقتنع بأن حل مشكلة ليرتنا سياسي أولاً – وهذا ليس إجراء محلّياً- ثم اقتصادي ثانياً، لكنه بكل تأكيد غير نقدي، ولا نعتقد أنه علينا انتظار هبات من طراز “شرم الشيخ ومصر المستقبل”، بل هنا سورية المستقبل التي نصوغها بأيدينا وعقولنا بالبحث عن توافق رؤى وليس تنازع آراء، وحسبنا أن ندرأ عن أنفسنا شرور “مشيخات” شرم الشيخ.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18656