وجهات نظر

على أبواب الخامسة: كرامتنا بألف خير فطمئنونا عنكم...

فراس عزيز ديب


تحت عنوان "على أبواب الخامسة: كرامتنا بألف خير فطمئنونا عنكم" كتب فراس عزيز ديب مقالاً في صحيفة الوطن السورية جاء فيه:

قال الكاتب : تهافتت الدول والشركات لتدعم مصر تحت مسمياتٍ مختلفة بما فيها «الاستثمار»، وكما هو متوقع كان لمشيخات النفط الحصة الأكبر في عملية شراء القرار المصري، أو بالأصح تحويل مصر بالمجمل إلى شركةٍ استثماريةٍ ينخفض ويرتفع فيها سعر السهم بحسب قيمة القرار الذي يتم التفاوض عليه, لم يكن غريباً ما آلت إليه نتائج هذا المؤتمر، ولم يكن مبلغ الـ12 مليار دولار كوعودٍ أولويةٍ لمشيخات النفط لدعم «أم الدنيا» بالمفاجِئ، لكن المفاجئ ربما هو رفض القيادة المصرية دعوة «إسرائيل» لهذا المؤتمر، لدرجة جعلت من وزير الخارجية الأميركي ينسى نفسه بزلة لسان ويتحدث عن «دعم إسرائيل». ألم يسبقهم ملك شرقي نهر الأردن لتوقيع اتفاقٍ مع الكيان الصهيوني لجلب مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت؟ .

ويرى الكاتب أن في السياسة لا يوجد شيءٌ من دون ثمنٍ، ومشيخات النفط وغيرها ليست جمعيات خيرية في النهاية. أمّا إذا أراد البعض أن يسألنا هل يا تُرى أن دعم إيران وروسيا للحكومة السورية ناتج عن نفس السبب، فنقول له ببساطةٍ: المقاربة مختلفةٌ، فهذه دولٌ لديها اتفاقيات عمرها عشرات السنين ناتجة عن تحالفاتٍ إستراتيجية وليست خافية على أحد، وما يجري هو تنفيذٌ لهذه الاتفاقيات.

وأضاف.. منذ انطلاق كذبة الربيع العربي بدا واضحاً أن تلك الخزائن النفطية المتنقلة ترى «الآخر» كمادةٍ قابلةٍ للبيع والشراء لا أكثر، حتى ما بزخته من أموال لدعم ما يُسمى «ثورات الربيع العربي» كان في النهاية نوعاً من الاستثمار طويل الأمد بحيث إنها تدفع الآن لتَحصل على ما تريد في السياسة والاقتصاد غداً

موضحاً أن فكرة «الاستثمار بالمعارضات» بدت من أنجح أنواع الاستثمارات على الإطلاق. نقول هذا الكلام بعد أن شاهدنا ما آلت إليه الأحوال في تلك الدول التي ضربها ربيع الدم العربي. نقول ذلك بعد أن دخلنا العام الخامس لذكرى ما يسمونه يوم «الغضب السوري»، الذي حمل كل شيء إلا «أغصان الزيتون». نجح بامتياز بتنفيذ كلّ شيء إلا الشعارات التي حملها، لأنه بالأساس لم يعدو كونه «استثماراً» أتقنه عتاة المال.

وختم الكاتب بـ مع وصولنا للعام الخامس، لا يمكن النظر لكل ما جرى ويجري من باب السلبية المطلقة. لكن علينا النظر بموضوعيةٍ أكثر لو لم يجر ما جرى- على قساوته- ألم نكن حتى الآن نعيش مع جزءٍ من المسؤولين في الدولة وأصحاب هوايات التصفيق والتنظير وهم يضعون قناعاً يخفي «الداعشية» في داخلهم؟ دخلنا العام الخامس، والذي فيما يبدو كرقمٍ يحمل للسوريين الكثير من التفاؤل بأن تكون نهايات الحرب قد بدأت وهذا فيما يبدو مرتبط بالكثير من المعطيات، والأهم أننا دخلنا العام الخامس من الحرب وكرامتنا بألف خير... فطمئنونا عنكم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18635