وجهات نظر

من "بوكو حرام" إلى "داعش".. واكتمال حلقة "الفوضى الخلاقة"

خالد العبود


كتب خالد العبّود في صحيفة البناء اللبنانية مقالاً تحت عنوان "من «بوكو حرام» إلى «داعش» واكتمال حلقة «الفوضى الخلاقة»" أشار فيه إلى  أن معادلة «الفوضى الخلاقة» اكتملت من خلال التقارب بين «داعش» و«بوكو حرام»، وهذا سيدفع المنطقة دفعاً شديداً من أجل إمكانية السيطرة عليها من خلال تكلفة بسيطة جداً.

قال الكاتب: العالم العربي إضافة إلى جنوب القارة الأفريقية منطقة كانت تمثّل حدائق خلفية لجملة واسعة من التطلعات التي شغلت أوروبا والولايات المتحدة الأميركية, لقد نجحت الدولة الوطنية إلى حدّ بعيد في ترسيخ جملة مفاهيم شكلت عائقاً في استغلال كامل هذه الجغرافيا من قبل الغير, ولقد كان الشغل الشاغل لقوى رأس المال العالمي في كيفية سيطرتها على هذه المنطقة، حيث اتبعت سيناريوات عدة, ولم يكن مفهوم «الفوضى الخلاقة» مفهوماً نظريّاً ترفيّاً ركزت عليه عقول مفكرين وسياسيين يمثلون سلطات تريد السيطرة على المنطقة، ثم إدارتها بالطريقة التي تناسب هذه السيطرة وتؤدي أخيراً إلى نهبها.

وأشار الكاتب إلى أن المعنى الحقيقي «للربيع العربي»، كان مرسوماً له أنّ يأخذ دولاً عربية بعينها إلى «الفوضى»، وهي التي سوف تساهم في إسقاط الدولة الوطنية وإضعافها وإشغالها داخلياً، الأمر الذي سيوفّر إمكانية السيطرة عليها, و لم يستطع هؤلاء من أن يفرضوا معادلة «الفوضى»، فكان لا بدّ «للفوضى» من أن تكون من خلال سيناريو متجدّد من قلب المعركة والعدوان ذاته، حيث كان مطلوباً أن يتم البحث عن صيغ ناشئة تدفع باتجاه ما كان مطلوباً من هذا «الربيع»، فكان التركيز على «داعش» باعتبارها صيغة متقدمة جداً لتكريس هذا المعنى.

ويرى الكاتب أن: «الفوضى» لم تكن بعيدة عمّا كان يحصل في الجزء الأفريقي غير العربي، فقد كانت «بوكو حرام» جاهزة لإخراج باقي جغرافيا المنطقة من حالة استقرارها، كي تحاكي فعل «فوضى» آخر يحصل في منطقة أخرى، الأمر الذي دفعها كي تبايع «الخليفة الداعشي»، وكي تكون أدوات «الفوضى» على خطّ واحد، فتفتح إمكانيات سيناريوات مرشحة جداً لأيام مقبلة.

إنّ التحالف بين «داعش» و«بوكو حرام» يمكن أن يكون مفتوحاً على سيناريوات عدة، أهمها أنّ حكومات المنطقة ذاهبة إلى حالات من الإضعاف والإشغال، وبالتالي إلى تبديل أولوياتها وفي بحثها عن عناصر القوة التي تمنحها إمكانية الصمود في ظل هذه «الفوضى»، وهو الذي سيمنح الإدارة الأميركية وبعض الحكومات الأوروبية إمكانية وجود أكبر وأكثر فاعلية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18469