نافذة على الصحافة

البناء اللبنانية: ما يحق لأميركا لا يحق لإيران


نشرت صحيفة البناء اللبنانية مقالاً تحت عنوان "السعودية وايران" أكدت فيه أن المسؤولين السعوديّين يسعون دائماً إلى تصعيد المواجهة مع ايران، وهذا التصعيد يقود دائماً إلى تقهقر مكانة السعودية وتقدم مكانة إيران.

لا يكاد يمرّ يوم واحد من دون أن يصرّح مسؤول كبير في المملكة العربية السعودية عن تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، ويشكّل الموقف من إيران لازمة دائمة في الإعلام السعودي، أو الإعلام العربي المموّل من السعودية.

كيف يحق للولايات المتحدة أن يكون لها نفوذ في منطقة الخليج والعراق وبلاد الشام وهي تقع على بعد آلاف الأميال عن المنطقة، ولا يجمعها مع شعوب هذه المنطقة أي رابط، وتتطلع إلى الهيمنة عليها واستغلال ثرواتها؟ ولا يحق لإيران الدولة التي تقع على حدود المنطقة وتشارك شعوبها في التراث والدين والتاريخ أن يكون لها نفس «الحقوق» التي للولايات المتحدة وللحكومات الغربية؟

لا شك أنّ المسؤولية في هذه القضية تقع على عاتق المملكة العربية السعودية أكثر من أي جهة أخرى، فإيران أبدت استعدادها أكثر من مرة لإقامة تعاون وثيق مع المملكة العربية السعودية، وتنسيق سياساتها في المنطقة مع المملكة على نحو يزيل المخاوف، ولكن السعودية هي التي كانت ترفض دائماً الاستجابة لنداءات طهران، بل أكثر من ذلك انّ المسؤولين في إيران كانوا دائماً يتطلعون إلى إقامة علاقات تعاون مع المملكة العربية السعودية، بما يعود بالخير على شعوب المنطقة ويؤمّن الاستقرار فيها، لكن المسؤولين السعوديّين هم الذين رفضوا وما زالوا يرفضون ويسعون إلى تصعيد المواجهة معها، وهذا التصعيد يقود دائماً إلى تقهقر مكانة السعودية وتقدم مكانة إيران، فإذا كان ثمة طرف يجب أن يساءَل عن توسّع وتجذّر النفوذ الإيراني، في المنطقة، فإنّ هذا الطرف هو السعودية التي أصرّت على إبقاء علاقات العداء بديلاً عن علاقات التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=18297