وجهات نظر

شركاء في العدوان وليس داعمين فقط

عز الدين الدوريش


كتب عز الدين الدوريش مقلاً في صحيفة تشرين تحت عنوان " شركاء في العدوان وليس داعمين فقط" أشار فيه إلى أن الولايات المتحدة طرف أساسي مشارك في الحرب الإرهابية على سورية، وليس مجرد داعم للإرهابيين وهذه حقيقة واضحة ومعروفة للسوريين ولكل المتابعين للأحداث في المنطقة.

قال الكاتب: يكفي للتدليل على عدوانية أمريكا تجاه سورية وتجاه حلف المقاومة في المنطقة الوقوف على أهداف وخلفيات التحالف الأمريكي الإسرائيلي ـ الخليجي، هذا التحالف المشؤوم المبني على مخططات صهيونية قديمة ـ جديدة، والمكّرس لتقسيم الدول العربية كافة إلى دويلات وإمارات متناحرة طائفياً ومذهبياً وجغرافياً، ومستعدة سلفاً لفعل ما يطلب منها إسرائيلياً من دون نقاش.

والولايات المتحدة، صاحبة نظرية «الفوضى الخلاقة» في المنطقة جهّزت لذلك منذ تسعينيات القرن الماضي، فهيأت ممالك ومشيخات النفط الخليجية لدفع التكاليف المالية الباهظة التي تحتاج إليها الفوضى، وقوّت الروابط بين هذه الممالك والمشيخات وبين «إسرائيل» الطرف القائد لهذه الفوضى، وعقدت المؤتمرات والاجتماعات التي تؤطر علاقات هذه القوى وما سينبثق منها مباشرة أو من خلالها مجموعات الفوضى التي هي في الواقع الراهن المجموعات الإرهابية وشكلها النهائي المتمثل بتنظيمات «داعش» و«النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وما شابهها.

والآن، وكما هو معلن ومعروف، تعمل الإدارة الأمريكية على تدريب دفعات جديدة من الإرهابيين السوريين الذين تسميهم «معارضة معتدلة»، وقد عقدت اتفاقيات لهذه الغاية مع تركيا والسعودية و«إسرائيل» وقطر والأردن، وطلبت من السعودية وقطر تخصيص المبالغ المالية اللازمة لتدريب هؤلاء الإرهابيين ودفع مرتباتهم الشهرية، وشراء الأسلحة اللازمة لهم حصراً من الشركات الأمريكية.

بعد كل ذلك أليس من الصحيح مئة في المئة القول: إن الولايات المتحدة طرف أساسي في الحرب الإرهابية على سورية؟ وأليس من الصحيح كذلك أن يحمّل السوريون الولايات المتحدة مسؤولية كبيرة عمّا يراق من دماء أبنائهم، وما يدّمر من بنى بلدهم سورية على أيدي المجموعات الإرهابية؟.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18232