وجهات نظر

"مهمة تاريخية"

بقلم: أحمد حسن


كتب احمد حسن مقالاً في صحيفة البعث تحت عنوان "مهمة تاريخية" أكد فيه على أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس دليل تقهقر وتراجع  ويعبر عن هواجس مجموعة من الحكام العرب الذين رهنوا وجودهم بوجود المشروع الصهيوني.

يقول الكاتب : لن يقف “نتنياهو” اليوم أمام الكونغرس الأمريكي متحدّثاً باسم “إسرائيل” ومعبّراً عن هواجسها ومطالبها الآنية والمستقبلية فقط، بل سيقف متحدّثاً، أيضاً، باسم حلف شبه معلن يضمه ومجموعة من الحكام العرب، الذين رهنوا وجودهم بوجود المشروع الصهيوني في المنطقة واستمراره، ما يعني أن هواجس “نتنياهو” التي سنسمعها اليوم هي هواجسهم، ومطالبه مطالبهم، وأعداؤه أعداؤهم.

وأوضح أن للخطاب، كما يعرف الجميع، هدف واحد، وهو محاولة فرملة خطوات “أوباما” المتعلقة بالمنطقة، وعلى الأقل إرباكها وإبطاؤها انتظاراً لمرحلة “جمهورية” قد تقود لإلغائها بالكامل، والعودة إلى السياسة “البوشية” السابقة، وكلنا يذكر “الحرد” السعودي من امتناع “أوباما” عن ضرب سورية على غرار ما فعله سلفه في العراق، وفي هذا السياق من المهم الإشارة إلى أنه إذا كانت بعض دوافع “نتنياهو”، أو جلها، من خطابه اليوم انتخابية داخلية، فإن دوافع حلفائه العرب هي وجودية بالمطلق.

ويتابع.. وعلى مستوى الأدوات الداخلية يصبح مفهوماً تمدد “النصرة” في الشمال السوري على حساب “معتدلي” أوباما، ورفض “ائتلاف الدوحة” ورعاته الإقليميين، خطة “دي ميستورا” في حلب، فالوقت الآن للتصعيد ولدعم موقف نتنياهو و”حلفه” الرافض لكل هذه التسويات، التي يعرف، ويعرفون، أن حظوظها لم تكن لتتقدّم لولا قوة المحور المقابل وانتصاراته المتتالية.

وإذا وسعنا صورة المشهد، فإن اغتيال “بوريس نيمتسوف” في روسيا، الذي تظهر عليه أصابع “الموساد الإسرائيلي” ، ليس سوى “فخ” جديد يضاف إلى العقوبات الاقتصادية وتخفيض أسعار النفط، لإرباك بوتين داخلياً ، وبالتالي إبعاده عن المنطقة وتركها لحلف “البوشيين” الجدد.

وبالمحصلة، يقول نتنياهو: إنه يقوم اليوم “بمهمّة تاريخية وحاسمة”، بحثاً عن “إنجاز استراتيجي”، لكن الواقع يقول بوضوح تام: صحيح أنها تاريخية وحاسمة ولكن باتجاه معاكس، لأن وقوفه أمام “الكونغرس” ليس دليل قوة وتقدّم، بل تقهقر وتراجع، ومحور المقاومة الذي لا ينتظر نتائج “الكباش” بين رؤيتين عدوانيتين بالمطلق، لن يضيع الوقت في الاستماع إلى كلمة “نتنياهو” بالتأكيد، لأنه يعمل، فقد أصبح زمن الكلام وراءنا منذ أمد بعيد.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18172