كتب جمال حمامة في صحيفة تشرين مقالاً تحت عنوان " بلا مجاملات..تفتيت الجغرافيا وطمس التاريخ" تحدث فيه عن الإعتداء الإرهابي الذي استهدف متحف الموصل وهو واحد من أهم المتاحف في الشرق الأوسط. 

وقال الكاتب: التخريب الإجرامي الذي طال المتحف التاريخي لمدينة الموصل إنما يؤشر بشكل قاطع إلى النهج الظلامي الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها «داعش» ضد الثقافة والحضارة الإنسانية لشعوب المنطقة العربية بهدف طمس تاريخها وآثارها وقطع أي اتصال حضاري وإنساني بين الماضي والحاضر..

وتابع.. هذه الاعتداءات التي استهدفت متحف الموصل وهو واحد من أهم المتاحف في الشرق الأوسط يؤرخ لمراحل متعددة من حضارة المنطقة.. تطرح السؤال التالي: هل يكفي أن تعبر اليونيسكو عن أسفها وغضبها العارم من تدمير «داعش» آثار متحف الموصل وغيرها من آثار تاريخية وتالياً أين المجتمع الدولي مما حدث ويحدث من إرهاب يستهدف التاريخ الإنساني العظيم؟

وأوضح الكاتب أن هذه المشاهد إضافة إلى مشهد نسف تمثال الشاعر أبي تمام في درعا وقطع رأس تمثال أبي العلاء المعري في إدلب وكذلك تحطيم تمثال هارون الرشيد في مدينة الرقة من قبل تنظيم «داعش» إضافة لإحراق تماثيل وصلبان وكنائس ودور عبادة تاريخية وأضرحة دينية وسرقة الآثار السورية وتهريبها إلى الخارج!! هي دليل قاطع على الحقد الذي يعتمل صدور مموليها وداعميها ضد الحضارة والثقافة الإنسانية لشعوب المنطقة .. وتالياً هي جرائم بحق الثقافة والتراث البشري وهي سيناريو معد مسبقا، لتدمير معانٍ إنسانية وفنية وتاريخية عظيمة لطمس الثقافة الإنسانية لمصلحة الفكر الظلامي التكفيري بهدف الترهيب السياسي والفكري الذي تمارسه تلك القوى ضد شعبنا ووطننا تلبية لرغبة الدوائر الممولة لهذا الفكر والتي تسعى جاهدة بكل الوسائل والطرق إلى تفتيت الجغرافيا وطمس التاريخ وإقصاء الدور الحضاري لشعبنا، من خلال زعزعة استقراره والعبث بوحدته وتراثه الثقافي والحضاري.

مركز الإعلام الالكتروني