وجهات نظر

الاتحاد الأوروبي وأولوياته المتناقضة مع الأولويات الأميركية

تحسين الحلبي


تحت عنوان " الاتحاد الأوروبي وأولوياته المتناقضة مع الأولويات الأميركية" كتب تحسين الحلبي مقالاً في صحيفة الوطن السورية.

يقول الكاتب: مع ربيع عام 2013 انشغل عدد من المختصين الأميركيين في مراكز الأبحاث الأميركية بتحليل أوضاع أوروبا واتحادها والشراكة بين واشنطن ولندن وكان البروفيسور (روبين هاريس) قد نشر في موقع "هيريتيج فاونديشين" الذي يعد منبراً للمحافظين الجدد تحليلاً كشف فيه أن الرئيس أوباما بدأ يفشل في تحقيق السياسة الأميركية المطلوبة في أوروبا وأن ضغوطه على بريطانيا لدعوتها إلى البقاء في الاتحاد مهما كلف الثمن بدأت تولد نتائج عكسية على المصالح المشتركة بين لندن وواشنطن.

ويرى الكاتب أن الاتحاد الأوروبي سيواجه خمس أولويات في سياسته الخارجية ذات تأثير على السياسة الأميركية واستمرار التحالف المتين مع واشنطن وهي:
1-  مسألة تعزيز قدرات حلف الأطلسي وزيادة المساهمة المالية والبشرية.
2-  مدى السماح لواشنطن بإدارة سياستها بشكل مباشر
3-  العلاقات مع دول القوقاز وتركيا وآسيا الوسطى والتنافس الأميركي المتصاعد تجاهها.
4-  إيجاد النظم المناسبة للتبادل التجاري واتفاقاته على مستوى أوروبا وأميركا من جهة وعلى مستوى العالم من الجهة الأخرى.
5- تطوير إستراتيجية عقلانية تجاه روسيا والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ضدها.

وأوضح أن هذه الأولويات تختلف بشكل ما عن السياسة الأميركية الساعية إلى الهيمنة على العالم على طريقتها كقوة عظمى ستفتح باباً واسعاً لزيادة الاختلاف بسبب تناقض المصالح الاقتصادية من جهة وبسبب الفرص التي ستتوفر لأوروبا من الانفتاح الواسع على الصين وروسيا وحلفائهما وهوما لا ترغب به واشنطن وتفضل إيقاف عجلته.

لكن الاستنتاج الذي يتوصل إليه مركز أبحاث (هيريتيج فاونديشين) يرى أن أوروبا مطالبة بالاعتماد الدائم على واشنطن لأن الإدارة الأميركية قادرة على استيعاب أي أزمة اقتصادية أو خسارة سياسية في بعض المناطق واستعادة نهوضها بسرعة أما أوروبا فسوف تعود إلى انقساماتها ونزاعاتها واستغلال روسيا لهذه الانقسامات.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18122