وجهات نظر

الوهابية: الأداة الأيديولوجية لإمبريالية القرن 21

ناهض حتر


قال الكاتب الاردني ناهض حتر مقالاً في صحيفة المنار تحت عنوان " الوهابية: الأداة الأيديولوجية لإمبريالية القرن 21" تحدث فيه عن اعتماد الوهّابية كأداة أيديولوجية للامبريالية في عصر ما بعد الحداثة.
في كل مرحلة من مراحل الامبريالية، أيديولوجيا حاكمة أو أداة أيديولوجية حاكمة؛ العنصر الأيديولوجي الأساسي في الرؤية الأميركية ــــ الغربية الجديدة نحو العالم، تبلور في منظومة ما بعد الحداثة, وفكر ما بعد الحداثة، يقوم على مركزية الأدوات المالية المصرفية ــــ العقارية ــــ الطاقويّة، واللا ــــ عقل، وتسخيف القيم الإنسانية، واعتبار الموضوعية، زائفة، ونفي المعايير البينية، وتفكيك الدول القومية.

في مواجهة هذا المسار الأيديولوجي، بدأت تتحرك دول قومية تستعيد قيم الحداثة، كما في روسيا ودول أخرى صاعدة، ذات توجهات حداثية. هذا التحدي، يختلف، نوعيا، عن التحدي الشيوعي؛ فهو يندرج في سياق التنافس الاقتصادي، ويشق الرأسمالية العالمية نفسها، ويدفع صوب نماذج رأسمالية قومية جديدة، ووسائل توسّع غير استعمارية..

بدأ التحضير للتغيير الايديولوجي نحو اعتماد الوهّابية كأداة أيديولوجية للامبريالية في عصر ما بعد الحداثة، منذ، وبانتخاب، باراك أوباما (المسلم السابق، الأسمر البشرة) رئيسا للولايات المتحدة، العام 2009؛ بدأ بخطاب ودي استرضائي نحو الإسلام ، وبدأت إدارته حوارا مع الإخوان المسلمين، تُوّج، في العام 2010، بتفاهم استراتيجي، سبق ما سُمّي «الربيع العربي»؛ مرحلة قصيرة من التفكيك، يتلوها سيطرة

الإخوان المسلمين على مفاصل المنطقة. ولعبت كل من تركيا وقطر، الدور الرئيسي في تفعيل هذا المسار.
بصمود سوريا، والتحامها مع المقاومة في لبنان، وقيام تحالف روسي ــــ ايراني لدعم دمشق والتصدي لمنتجات «الربيع» الأسود، ونجاة مصر من حكم الاخوان، واستمرار الحراك في البحرين، وانبثاق قوة الحوثيين في اليمن؛ بكلّ ذلك وسواه من مظاهر نشوء جدار مضاد للإمبريالية، ذهبت واشنطن نحو الخيار الوهّابي الإرهابي حتى منتهاه؛ لقد أظهرت أزمة أوكرانيا، ضعف الفاشية في أوروبا، بينما محدودية عديد اليهود في العالم، والطابع الاثني الضيّق للدين اليهودي، وعزلة إسرائيل، تجعل الفاشية الصهيونية خارج المنافسة؛ أما المسيحية، فمن الواضح أنها تعلمنتْ، نهائيا.

الاسلام الوهّابي الحركي، بكل أشكاله السياسية والإرهابية المتداخلة، يسمح للإمبريالية (1) بتحشيد دول ومليشيات، وراءها، في الإشعال المستمر للحروب الأهلية العربية، (2) وبشن العدوان على البلدان العربية المركزية (العراق، سوريا، مصر) بواسطة الميليشيات المدارة مباشرة أو عبر تركيا ــــ السعودية ــــ قطر، (3) تهديد روسيا وايران وحتى الصين بالإرهاب؛ (4) وبالمقابل، فإن اعتماد الأيديولوجية الوهّابية بالمقلوب، يسمح للإمبريالية، بالتحكم بالشعوب الغربية، واخضاعها للإسلاموفوبيا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=18066