وجهات نظر

اميركا.. أتعبت العالم بإصرارها على حمل ما لا قدرة لها على حمله

علي نصرالله


كتب علي نصر الله مقالاً تحت عنوان "ساحات الصراع" في صحيفة الثورة قال فيه: تتعدد ساحات الصراع العالمي الدائر مع الولايات المتحدة كونها الدولة التي تسعى لبناء إمبراطورية كونية تعيش ولا تعرف الموت، حسب بريجنسكي في رقعة الشطرنج.

وحسب زعم كثير من المنظِّرين الأميركيين، فإن أمام أميركا فرصة استثنائية لتحقيق الحلم الإمبراطوري بالسيطرة على مُقدّرات الكون، تبدت لهم من قدرات أميركا الاستثنائية التي أظهرتها خلال العقود القليلة الماضية، وكان من بين أهم الأدلة على امتلاكها لها، حسب زعمهم، أنها تنجح في كل ساحات الصراع التي فتحتها أو في تلك التي افتعلتها من دون أن تعزلها واحدة عن الأخرى.

صحيح أن الولايات المتحدة تدس أنفها في كل شيء, وصحيح أن مجساتها الاستخبارية باتت أكثر من أن تعدّ أو تحصى في العالم، وصحيح أنها تسجل نجاحات في أغلبية ساحات الصراع التي تخوضها أو تفتعلها وتخترعها، لكن الصحيح أيضاً أن ذلك كله لن يجعلها في المستقبل القوة الإمبراطورية التي لا تموت، طالما أن هناك في العالم من ينجح بمنع نجاحاتها من أن تكون كلية في الكثير من ساحات الصراع القائمة.

عدم عزل الساحات يعكس حالة الغرور لدى أميركا، والتأسيس على النجاحات الجزئية يورطها، بدليل أنها لو رصدت ثقافة المقاومة، أين كانت في مجتمعاتنا العربية قبل سنوات قليلة.. وأين هي اليوم.. لكانت أدركت مطارح فشلها، ولو أنها رصدت المزاج الشعبي والرسمي في (حديقتها الخلفية)، لكانت تعرفت إلى مساراتها الخاطئة، ولو أنها درست إيران من الداخل، لكانت تلمَّست إخفاقاتها، ولو أنها وضعت يدها على عناصر نهضة روسيا، وعوامل قوة الصين، لما كانت أتعبت العالم بإصرارها على حمل ما لا قدرة لها على حمله، ولما كانت استغرقت بأحلامها!!.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=17927