وجهات نظر

مصر والعبرة السورية

ناظم عيد


كتب ناظم عيد في صحيفة البعث السورية مقالاً تحت عنوان "مصر والعبرة السورية" جاء فيه: سقطت الدول المُحتواة في وعاء “مجلس التعاون الخليجي” وسط دوامة ارتباك مُعلنة على الملأ ونحن الأن أمام حالة انكشاف توحي بإحداثيات اصطفاف جديدة، كان أبرز ملامحها تبلور الموقف الجمعي الخليجي الداعم والمحابي للإرهاب، ومقدمة تبشّر بخروج مصر من حالة الانكسار المعنوي أمام معونات دول “مجلس براميل النفط والغاز”، وفي هذا المتغيّر الأخير ما يحفز على البدء بحسابات جديدة لمستقبل الكثير من التجسيدات الواقعية لمفاهيم مرتبطة بالبعد القومي.

ويتابع الكاتب.. الآن لم يعد من مجال لمواراة المواقف في “مضارب زعامات الخليج” إزاء الإرهاب ونشاطه الكارثي، إن في سورية أو في مصر أو باقي البلدان العربية المأزومة بأخطر ظاهرة عرفها العصر الحديث. ولسنا بحاجة لا نحن ولا المصريين إلى مزيد من القرائن لنتأكد أننا معاً في مواجهة “خليفة بني عثمان الحالم”، مع فارق أننا أكثر تضرراً من روائحه العفنة بحكم مقتضيات الجغرافيا. ويدعو الكاتب الأشقاء المصريين إلى قراءة تفاصيل التجربة السورية الطويلة في الحرب على الإرهاب واستنتاج الدلالات من نقاط الاستهداف التي ركز عليها النشاط التخريبي المنظم وسيجدون أن الجيش بكل إمكاناته كان الهدف رقم واحد، يليه البنى التحتية والمرافق الحيّة، وسلسلة ملامح حضارية أخرى، وكل ما له صلة بمقوّمات الدولة بمفهومها العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي. هو الدرس السوري الذي يجب أن يستفيد منه المصريون، وربما في الدرس العراقي ما يفيد أيضاً، لأن ثمة قوة ثلاثية المرتكزات في هذا العالم العربي، تقوم على ثلاث دول بثلاثة جيوش.. سورية ومصر والعراق، لن يكتمل مسلسل الإلغاء لكل ما هو قومي عربي إلّا بنسفها من الجذور.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=17842