نافذة على الصحافة

مسلحو سورية "أمراء حرب" بالسرقة والنهب


كشفت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية أمس الأحد 1 كانون الأول أن متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية تحولوا إلى "أمراء حرب"  وذلك من خلال قيامهم بعمليات السرقة والنهب وأصبحوا عبارة عن مجموعات تسعى لجمع الملايين عن طريق الرشوة والابتزاز.

وأوضحت الصحيفة أن ما يسمى "الجيش الحر" الذي كان محط اهتمام الدول الغربية أضحى اليوم في شمال سورية عبارة عن "مجموعات ذات أهداف إجرامية تهتم بجني الأموال عن طريق الخطف والسرقة".

وفي مقابلة أجرتها (ديلي تلغراف) مع أحد متزعمي المجموعات الإرهابية ويدعى "أحمد القنطاري" في منطقة جبل الزاوية أشار إلى أن هناك العديد من متزعمي "المجموعات المسلحة" لا يريدون "إسقاط الدولة" لأن الوضع يناسبهم أكثر هكذا قائلاً لقد "أصبحوا أمراء حرب ينفقون ملايين الدولارات ويعيشون في قصور ويركبون السيارات الفاخرة".

وبينت الصحيفة أنه في بداية الأزمة في سورية كان الحديث بين بعض متزعمي المسلحين على الخرائط لمناقشة الأهداف المقبلة بيد أنهم بعد مرور ثلاث سنوات أصبحوا يناقشون تنامي خوفهم من قوة تنظيم القاعدة في سورية والدولة الإسلامية في العراق والشام والإجرام والفساد والخوف الذي يهيمن على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة".

وأضافت أن "شمال سورية بات مقسماً إلى سلسلة من الاقطاعيات يحكمها أمراء حرب متنافسون" وإضافة إلى ذلك فإن عملية تهريب الوقود زادت حيث يقوم المهربون والمسلحون بأخذ النفط من الحقول شمال سورية وتمريرها من خلال طرق غير شرعية على طول الحدود مع تركيا، موضحةً أن بعض المجموعات تديرعملية نقل النفط الخام من الحقل إلى مصفاة ومن ثم إلى الحدود والبعض الآخر من هذه المجموعات يقومون بوضع الحواجز لفرض ضرائب على عصابات المهربين".

ونقلت الصحيفة عن شخص سمته أحمد ووصفته بالناشط من مدينة الرقة قوله "إن "الجيش الحر" بدأ في السيطرة على الحدود والنفط بعد أن حول المعركة من أجل النفط، مضيفاً أنه يعرف مجموعات مسلحة من حلب ودير الزور وحتى من حمص يتوجهون إلى هنا للحصول على حصة من الغنائم".

ونقلت الصحيفة عن شخص آخر يدعى محمود ووصفته بأنه مسلح من جسر الشغور قوله "إن أحد الضباط في "الجيش الحر" يدعى أحمد هاميس من إدلب وبعد أن بدأ الدعم الأجنبي من المال والأسلحة بالوصول إليه تحول إلى تشكيل عصابة صغيرة بدلاً من القتال، مضيفاً إن هاميس كان لديه الكثير من الأسلحة إلا أنه لم يقاتل إنه ليس لديه وقت بل كان يديرأعماله ويقوم بتهريب الوقود وإقامة نقاط التفتيش لفرض الضرائب".

في السياق ذاته ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أمس الأحد 1 كانون الأول أن لصاً كان يمارس أعمال السرقة في شوارع العاصمة البريطانية لندن باستخدام جهاز صاعق تحول إلى مسلح يقاتل إلى جانب المجموعات المسلحة في سورية، موضحةً إن المذكور يدعى "شكري الخليفي " وهو من أصول مغربية تعاون مع شخصين آخرين للقيام بأعمال نهب وسرقة في شوارع منطقة بلغريفيا في لندن من أجل تمويل سفره إلى سورية للقتال هناك حيث قتل في الحادي عشر من آب الماضي قرب حلب".

مشيرةً الى أن الخليفي انضم إلى المجموعات المسلحة في سورية تحت اسم مستعار إلا أن هويته أصبحت واضحة بعد أن قارنت الشرطة البريطانية صوره مع صور لـ "مقاتلين بريطانيين" قتلوا في سورية وكشف عنها الأسبوع الماضي.

كما ذكرت تقارير صحفية أن مئات البريطانيين انضموا خلال الأشهرالماضية إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية التي تمارس كل أنواع الأعمال الإجرامية من قتل وخطف وتدمير وتخريب وسرقة ونهب منذ أكثر من عامين ونصف العام وبدعم كبير من بعض الدول الاقليمية والغربية التي اتخذت سياسات مشبوهة ومعادية لسورية وشعبها منذ بداية الأزمة فيها.

من جهتها كشفت صحيفة (المنار المقدسية) أن شوارع بعض المدن والبلدات الحدودية التركية تشهد اشتباكات مسلحة بين متزعمي المجموعات المسلحة التي تمارس الإرهاب في الأراضي السورية وذلك خلال توزيع الغنائم من السرقات وعمليات النهب التي تقوم بها شبكات خاصة شكلتها قيادا ت الإرهابيين بمشاركة من أجهزة الاستخبارات التركية.

وذكرت مصادر تركية مطلعة للصحيفة أن هناك قيادات في أجهزة الاستخبارات التركية لها نصيب من الأموال التي تنهب وتسرق من المواطنين والمؤسسات في سورية وبيع المعدات والآلات التي تسرق إلى الأراضي التركية.

وأضافت المصادر أن أحد ضباط جهازالاستخبارات التركي قتل في أحدى هذه الاشتباكات على خلفية توزيع الغنائم.

يذكر أن معظم المنشآت الصناعية في حلب خرجت عن الخدمة بسبب عمليات السرقة والنهب التي تعرضت لها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الحكومة التركية وترمي عمليات النهب والسرقة هذه إلى تدمير الاقتصاد السوري وإلحاق أكبر ضرر بالصناعة السورية المنافسة للمنتجات التركية.

وفي هذا الصدد أكدت الحكومة والأوساط الصناعية في سورية أن الحكومة التركية تمارس الإرهاب والإجرام واللصوصية بشكل متعمد وممنهج مطالبين بتشكيل لجنة دولية حيادية لتقصي الحقائق حول نهب وسرقة المصانع في حلب بمعرفة الحكومة التركية.

كما تعرضت بعض كنوز سورية التاريخية والتي لا تقدر بثمن من قلاع ومساجد وكنائس قديمة وصروح تعود للعصر الروماني وكذلك المدن الأثرية والمتاحف المليئة بالقطع الأثرية النادرة لعمليات السرقة والتدمير من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.

ونقلت (أسوشيتيد برس) عن مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن أسمائهم قولهم إن "الأمريكيين الذين يتوجهون إلى القتال في سورية يزيدون من احتمالات تحولهم إلى متطرفين على يد مجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة ويشكلون تهديدا أمنيا عند عودتهم إلى الولايات المتحدة".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=1685