نافذة على الصحافة

لهزيمة مقاتلي داعش مطلوب فهم "أيديولوجيتهم"


الإعلام تايم

دعا تقرير نشر في لندن، أمس، إلى فهم أيدولوجية مقاتلي تنظيم "داعش" المتطرف، قبل محاولة التغلب عليهم، في المقابل أوضح تقرير آخر أن آلاف المقاتلين الأجانب في التنظيم في سورية على وجه الخصوص يسعون إلى إنشاء "دولة إسلامية متقشفةط تعود في مرجعيتها إلى الماضي.

وأوضح التقرير الذي نشرته، أمس، صحيفة "دايلي تلغراف" اللندنية، إنه "خلال المعركة مع المتشددين المسلمين واجهنا صعوبة شديدة في فهم قواعد اللعبة"، فالتيار الإسلامي المتشدد يمزج بين قدرتين هما قوة تكنولوجيا الانترنت وقوة تقليدية قديمة وهي قوة الإيمان.

وأضاف التقرير أن "هذا التيار قوة اجتماعية تستخدم العالم الافتراضي على الانترنت، لكن هذه القوة لا تُعامل في التحليلات على هذا الأساس، لأن هيكلتها غير تقليدية وبالتالي لا تحتاج إلى قيادة مركزية أو إلى دعم الحكومة".

وترى الصحيفة أن "أجهزة الاستخبارات التي تتعقب المتشددين لا يمكن أن تفلح في تعاملها مع أفراد هذا التيار لأنها تقتصر في دراستها لهم على الجانب السلوكي، للتحقق من الصحة العقلية للمشتبه فيهم".

وكتبت أن "هذه الأجهزة لا تملك وحدة لدراسة الأيديولوجية، حيث لا تنظر إلى أصول وعقيدة الجهاديين، لذلك فهي لا تعرف مع من تتعامل، كأن يحارب شخص ما الشيوعيين وهو لا يعرف شيئا عن نظريات ماركس ولينين".

ويشبّه تقرير "دايلي تلغراف" الحرب ضد "الجهاديين" بالحرب الباردة ضد الشيوعية، لكنه يرى أن "الفرق بينهما يمكن في أن الشيوعية تيار تدعمه دول وحكومات، أما التيار الإسلامي المتشدد فهو أقل ارتباطا بالجهات الرسمية، كما أنه يكسب تعاطفا من المسلمين في العالم"، إذ بمقدوره إقناع رجل في حي ما في لندن بالذهاب للجهاد في سورية.

ويختم التقريرإن هناك إجراءات أمنية إضافية تم اتخاذها لصد من يحاول أن يقتل جنديا آخر مثل "لي رغبي"، (وهو الجندي الذي قتل في أيار 2012 على يد متشددين إسلاميين في وضح النهار وعلى مرأى من الناس في جنوب لندن)، لكن الجهات المعنية لا تفعل شيئا للحيلولة من دون أن تكون لديه الرغبة في القتل أصلا". وتساءل التقرير:"كيف يمكن أن يقتل مواطنان بريطانيان شخصاً من جنسيتهم؟ ما الذي جعلهما متعطشين للدماء بهذه الدرجة وبهذه الجرأة؟ ما الذي جعلهما يريدان القيام بمثل هذا العمل في المقام الأول؟.

إلى ذلك، نشرت صحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية، تقريراً عن الحياة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم"داعش"في سورية، وكيف أثرت قوانين التنظيم وإجراءاته على الناس العاديين وعلى المنتسبين للتنظيم أيضا.

تقول الصحيفة إن "آلاف المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بتنظيم (داعش) في سورية يسعون إلى إنشاء دولة إسلامية متقشفة تعود في مرجعيتها إلى الماضي، لكنهم يستلذون طعم الحياة العصرية ووسائلها الموجودة في الدول الغربية التي يكرهونها".

وتضيف الصحيفة "أن السكان المحليين يعيشون في خوف من المتشددين، الذين يرتكبون جرائم القتل الجماعي، ويفرضون إجراءات قاسية، ويحاولون أيضا البقاء على قيد الحياة في أزمة اقتصادية حادة نتجت عن ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية".

وتذكر الصحيفة "أن المقاتلين الأجانب يحصلون على الأكلات العصرية التي يشتهونها وعلى الشوكولاتة، والمشروبات الغازية، إكراما لهم على سعيهم لبناء الخلافة التي أعلنوها في سورية والعراق".

وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن طريقة عيش المقاتلين الأجانب وأذواقهم غيرت الحياة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وتغيرت النشاطات التجارية أيضا في بعض المناطق، إذ أخذت المواد المستوردة مكان المصنوعة محلياً

صحف

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=15590