الحدث السياسي

إذا كان الغرب صادقاً في مكافحة الارهاب.. فالطريق يبدأ من دمشق


الإعلام تايم

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن المسؤولين الغربيين لم يجدوا أمامهم سوى تقديم توصيف خجول مختلف عمّا كانوا يروجون له سابقاً حول أخطار الإرهاب الذي تعاني منه سوريا والعراق.

وأضاف المقداد في مقاله الأسبوعي لجريدة (البناء) أنّ تجاهل الغرب للإرهاب الذي حاولوا التعتيم عليه بمختلف أشكال التضليل، لم يصمد  أمام حقائق ما يجري على الأرض ولا في إمكانيّة ارتداد الإرهاب الذي أطلقوه بكامل وعيهم ليقتل السوريين والعراقيين خدمةً لأهدافهم الدنيئة في المنطقة".

ولفت المقداد إلى أن الرئيس فرانسوا هولاند الذي نصّب نفسه عدوّاَ معلناً على سوريا، أصبح يؤكّد وجود فرنسيين اثنين ضمن مسلحي "داعش" الذين نفّذوا عملية إعدام جماعي بحق جنود سوريين، بينما رئيس وزرائه مانويل فالس أعلن أنَّ ما يُقارب 50 مواطناً فرنسيّاً قُتلوا أثناء مشاركتهم في معارك ضمن صفوف المجموعات المسلحة في سوريا، ناهيك عن إعلانات وزير الداخلية الفرنسي الذي قرع ناقوس الخطر وأعلن بكل وضوح عن وصول ما يزيد على ألف من الفرنسيين إلى سوريا والعراق للقيام بأعمال إرهابيّة فيهما.

فيما طالب جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، المجتمع الدولي بعرقلة تدفّق الإرهابيين الذين يجنّدهم تنظيم داعش، لكنّه يقول أيضاً "إنَّ غالبيّة المسلحين في تنظيم داعش الذين يقومون بعمليات إرهابيّة انتحارية في سوريا والعراق أو يتواجدون في الخطوط الأماميّة للقتال هم من الأجانب الذين تمَّ تجنيدهم وتلقّوا أوامر بارتكاب أبشع الجرائم".

وأشار المقداد إلى أن المسؤول الأميركي والرئيس الفرنسي ورئيس وزرائه قد اعترفوا للمرّة الأولى وهو اعتراف متأخر جدّاً بحقيقة أنَّ الإرهاب هو ما تواجهه سوريا والعراق ودولاً أخرى في المنطقة، إلاَّ أنّهم وغيرهم في أوروبا ما زالوا يخفون نصف الحقيقة وهو عدم جرأتهم على تحديد من يدعم هؤلاء الإرهابيين ويقوم بتسليحهم وإيوائهم وتمويلهم وتدريبهم لقتل السوريين والعراقيين وقطع رؤوس بعض الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين ممن يُقال أنّهم يقومون بتقديم مساعدات إنسانيّة، مضيفاً " لقد أكّدنا سابقاً وما زلنا على أنَّه أقرب إلى المستحيل تصدير رواية عدم معرفة أجهزة الأمن الغربيّة بهؤلاء الإرهابيين وبمقصدهم من جهة أو الدور الذي تقوم به حكومات تركيّا والسعوديّة ودول الخليج الأخرى في تمويل هؤلاء الإرهابيين وتسليحهم لقتل السوريين والعراقيين والمصريين والليبيين…"

أمّا في سويسرا، فقد قام المكتب الاتحادي للشرطة السويسرية بتنظيم ورشة عمل غايتها منع الجهاديين من السفر إلى "مناطق النزاعات". وقد ذكرتْ الحكومة السويسريّة في بيان لها بأنَّ عدد الجهاديين السويسريين بقصد الانخراط في قتال غير مشروع وأعمال إرهابيّة قد بلغ حدّاً غير مسبوق. وعلى رغم صدور تقارير من هيئات الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب تُشير إلى تجاوز عدد الإرهابيين الأجانب في سوريا والعراق الخمسة عشر ألفاً، فإنّنا نسأل لماذا استفاقت أوروبا والولايات المتحدة وأدواتهم في المنطقة الآن فقط على الأخطار التي يشكّلها الإرهاب على سوريا والعراق والمنطقة والعالم؟

حيث أكد المقداد أن قادة الغرب لم يجرؤوا على الاعتراف بخطئهم الذي اقترفوه ولا بالتضليل الإعلامي الذي مارسوه في مختلف الاتجاهات لتبرير دورهم في كل ما تمَّ من قتل وتدمير في سوريا ولاحقاً في العراق وليبيا. هذا من جهة، ولكن من جهة أخرى فإنَّ مخاطر عودة هؤلاء الإرهابيين إلى المدن والدول التي جاؤوا منها أصبح داهماً ولا توجد أيّة فرصة أمام هولاند وكاميرون بشكل خاص لإخفاء ذلك. ونؤكّد أنَّه لن تنطلي على شعوب أوروبا وغيرها أكذوبة وجود "معارضة مسلّحة معتدلة" وأنَّه من المبرّر دعم هذا النوع من "المعارضة"، فإنَّ ما يُسمّى بالجيش الحر الذي ما زال أردوغان وهولاند وغيرهم يراهنون على اعتداله مقابل "داعش" و"جبهة النصرة" هو التنظيم المسلّح الذي تعلّم منه الأخير أن قطع الرؤوس وأكل الأكباد والقلوب. وفي المحصّلة فإنَّ الحاضنة القادرة على التفريخ في كل اتجاهات التطرّف والتكفير والتشدّد والذي أنتج القاعدة وفروعها بمختلف مسمياتها بما في ذلك "داعش" و"النصرة" و"الجيش الحر" و"جيش الإسلام" وغيرها كثير هو الفكر الوهابي الذي كان المدرسة التي قام آل سعود بتسليطها على شعبنا في نجد والحجاز وآخرين في المنطقة والعالم…

وختم المقداد مقاله "إذا أراد الغرب ومن يسير في ركابه حقّاً مكافحة خطر الإرهاب بجد وإخلاص وإبعاد الشبهات عن دعمهم له وتنفيذ قرارات مجلس الأمن 1373 و2170 و2178 التي تدعو إلى مكافحة الإرهاب والتوقّف عن تمويله والدعاية المكشوفة وغير المكشوفة له، فإنَّنا، بكل تواضع، نقول إنَّ الطريق إلى ذلك واضح، ودمشق هي العنوان".

جريدة البناء

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=15237