الحدث السياسي

اتفاق "داعش" و"النصرة"..هل يغيّر سياسة واشنطن تجاه دمشق


الإعلام تايم

يمكن للقاء السري بين جبهة النصرة التابعة للقاعدة والدولة الاسلامية أن ينجم عنه  حدثين هامين: وقف القتال بين "جبهة النصرة" و"داعش"، والتعاون ضد أعدائهم المشتركين، بحسب وكالة (أسيشوتيد برس) الأميركية.

وقالت الوكالة "يبدو أنّ التطورات الأخيرة في سوريا ستثبت صحة  الشائعات التي تم تداولها لعدة أسابيع: حيث أنّ  قادة النصرة و الدّولة الاسلامية يتشاورون لإنهاء خلافاتهم".

وكانت الوكالة نقلت عن مصادر قولهم أنّ "في الثاني من تشرين الثاني الجاري اجتمع ممثلون من الفصيلين المتشددين بالسر في مدينة حلب".

"يقال أن الاجتماع نُظّم من قبل جماعة إسلامية ثالثة "خراسان" "مجموعة صغيرة ولكنّها فعالة  تتألف  من المحاربين القدماء من باكستان وأفغانستان وذلك لإجراء مباحثات هدفها وقف القتال بين "النصرة" و "داعش" وقيام تعاون ضد أعدائهم المشتركين، ولكن هذا الاجتماع السّري لا يعني بالضرورة تشكيل تحالف رسمي قريب.

في الواقع ، أمضى  كل من النصرة ومقاتلي  داعش العام الماضي في اقتتال بعضهم البعض كما  أن المحاولة سابقة لدمج المجموعتين فشلت بشدة في ربيع عام 2013.

ومع ذلك، فإن إمكانية نوع من التعاون على المستوى التكتيكي وبعض التفاهمات المحلية لا يمكن صرف النظر تماماً عنها.

على العكس من ذلك، هناك دلائل على أن مثل هذا التعاون هو ما يحدث بالفعل.

وأفادت وكالات الأنباء أن قوات "النصرة" و "داعش"  دعمت مؤخراً بعضها البعض في حملاتهم ضد المعارضة  "المعتدلة" الجماعات المتمردة المدعومة من الغرب مثل جبهة "ثوار سوريا"  و"حركة حزم".

التقارب بين هؤلاء المتطرفين يمكن أن يكون، على الأقل و بشكل جزئي ، نتيجة غير مقصودة للحملة التي تقودها الولايات المتحدة من الغارات الجوية في سوريا.

كل ذلك من شأنه أن  يعيد  رسم شكل  ساحة المعركة المعقدة بالأصل  في سوريا سيكون لها آثار كبيرة على الحرب الدائرة.

سيكون هناك تحول كبير في ميزان القوى بين الجماعات المسلحة، فالتحالف بين المتطرفين الإسلاميين من المرجح أن يطغى على "المعارضة السورية المعتدلة" الغير منظمة و الضعيفة نسبيا، ولا سيما في ضوء حقيقة أن الهدف المعلن لكلا منهما  هو القضاء على المعارضة المعتدلة كقوة قتالية فعالة.

علاوة على ذلك، فإن التعاون بينهما سيؤدي  إلى زيادة النزيف المستمر للمنشقين من جماعات المعارضة المعتدلة إلى تلك المتطرفة، كما سيؤثر على الاستراتيجية العامة للولايات المتحدة في الصراع السوري.

وبحسب الوكالة، كانت السياسة الرسمية للإدارة الأمريكية لاستخدام القوة الجوية  هو تعطيل "النصرة" و"داعش" و الاعتماد على المتمردين المعتدلين لقتالهما  على الأرض، ومع ذلك، إذا نجح هذا  الائتلاف الإسلامي المتطرف في نضاله ضد جماعات المعارضة أخرى، لن يكون هناك المزيد من المعتدلين لتدربهم و تساعدهم الولايات المتحدة.

 ومثل هذه النتيجة غير مرغوب فيها تتطلب حتما مراجعة هامة في استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا.

ترجمة رشا غانم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=14996