الحدث السياسي

روبرت فيسك: لا وجود لما يسمّى "الجيش الحر"


 

الإعلام تايم

في مقابلة مع قناة (a b c) الاسترالية، كشف كبير مراسلي جريدة (الاندبندنت) البريطانية في الشرق الأوسط الكاتب البريطاني روبرت فيسك، عن أهم الأحداث التي رآها خلال جولة له في الأراضي السورية الشمالية.

وفي ردٍ على سؤال المذيعة قال روبرت فيسك: لقد رأيت أحداثاً أكثر ما هو من المفترض أن أرى، سافرت إلى سورية مستخدماً تأشيرة دخول نظامية،  تجولت في مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية، والتي هي من أكبر مناطق سورية.

وتابع الكاتب فيسك "عندما ذهبت إلى القامشلي، إنها حالة مثيرة للاهتمام هناك، لأن جزءاً من منطقة القامشلي وإلى الشرق وصولا إلى الحدود يديرها بفعالية الأكراد بإذن سوري

أما القامشلي المدينة، فهي تابعة لسيطرة الحكومة عندما هبطت هناك..رأيت جميع الصحاري التي كانت تحتي ،مدينة  دير الزور،  ثم  الرقة..لقد رأيت  أيضا كل حقول النفط في الصحاري ، والتي تسيطر عليها داعش حاليا".

في هذا الجزء من سوريا، وبالتأكيد، فإن الجيش السوري يتقدم إلى الأمام. الآن في منطقة أخرى من الصحراء، لقد استعادوا حقل غاز.  لم أتمكن من الذهاب إلى هناك.  ببساطة نفد مني الوقت.

وعن ما يسمى " الجيش السوري الحر" قال روبيرت فيسك :  "اعقتد ان "الجيش الحر" هم الآن يشربون الكثير من القهوة في اسطنبول"..وأضاف فيسك "الجيش السوري الحر"، في نظر السوريين، لا وجود له في الواقع، هم الآن يواجهون القاعدة و جبهة النصرة وعدة فصائل إسلامية أخرى وبالطبع داعش، وأعتقد ان الشعب السوري لا يعير اهتماماً كبيراً لـ"لحر".

وتابع فيسك "أحد الضباط أخبرني أن بعض من عناصر"الجيش الحر" قد قبلت طلباتهم بالعودة للانضمام للجيش السوري, كي يتمكنوا للعودة الى منازلهم. والبعض الآخر سمح لهم بالعودة إلى منازلهم من دون الرجوع للانضمام للجيش السوري.

وعن "النفط الداعشي" أكد فيسك جازماً أن داعش  يقوم بتهريب النفط عبر الحدود، إلى تركيا، وقال "لقد حلقت في مناطق سيطرة داعش على ارتفاع 17.000 قدم، وكنت أرى غاز البوتان بسبب حرائق حقول الغاز التي تسيطر عليها "داعش"..من الواضح أنهم يقومون بإنتاج واستخدام النفط، أعتقد أنهم ينقلون النفط إلى تركيا أو إلى أتباعهم داخل العراق، حيث أن كثير من حقول النفط هناك ليس تحت سيطرتهم. فهم لا يسيطرون على حقول نفط ضخمة، ولكن حقل الشدادية الذي حلقنا فوقه يعتبر-نسبياً-  من أكبر الحقول مساحةً، الحقل قريب من دير الزور".

وعن النصرة قال الكاتب البريطاني "تحدثت إلى ممثل الكنيسية الأرمنية في القامشلي، الأب أنتريج أيفازيان، وأخبرني - ما أعتقد أنه ليس معلوماً من قبل- أن كنسية الأرمن في دير الزور والتي عمرها 173 فُجرت من ثلاث أسابيع مضت، في الحقيقة لقد أعطاني صورة تابعة للنصرة، لا لداعش، مجموعة إسلامية أخرى والتي ألتقطت سراً منذ أسبوعين.

وأضاف فيسك "في داخل الكنيسة كانت وثائق الإبادة الجماعية بحق الأرمن والتي ذبح وقتل فيها  1.5 مليون أرمني من قبل الأتراك في عام 1915 – أي من قبل 99 سنة .

وفي سرداب هذه الكنيسة كانت العديد من العظام والهياكل العظمية والجماجم من ضحايا الإبادة الجماعية بحق الأرمن.

وبحسب الأب أيفازيان، فإن عناصر "جبهة النصرة" قاموا بإلقاء هذه الهياكل في الشارع وإحراق وثائق الكنيسة.

أحد عناصر جبهة النصرة اتصل بالأب أيفازيان هاتفياً قائلا: "إن وئائقك الثمينة بحوزتنا: في حال اعترفت بنا كحكومة شرعية في دير الزور سنعيدها لك"، فرد الأب أيفازيان رافضاً فقاموا بإحراق كل الوثائق والمحفوظات.

للأسف، هذه المحفوظات الثمينة التي توثق الإبادة الجماعية بحق الأرمن منذ 99 عاماً قد اختفت للأبد، وقد ألقيت عظامهم في الشارع."

وأكد فيسك للمذيعة أن النصرة من قام بذلك وقال "لقد أراني الرسالة وحصلت عليها، حتى أنها تحتوي على اقتباس قرآني خاطئ، مما يدل على أن هذه الجماعات الإسلامية ليس لها علاقة بإلاسلام أبداً كما نعتقد."

وختم الكاتب البريطاني مقابلته بالحديث عن مسيحيي تلك المنطقة قائلاً " ليس لدي أي شك، كما قلت سابقاً، أن المأساة الكبرى هي المسيحين يغادرون أرض أجدادهم، أصل المسيحية هو الشرق وليس الغرب – بعض الأمريكيين قد لا يوافقوني الرأي- ولكنها الحقيقة.

ففي مدينة القامشلي، على سبيل المثال، هناك 339 عائلة مسيحية قد غادرت المحافظة، بإمكانك التجول في المدينة سوف تشاهدين المحال التجارية جميعها مغلقة كذلك البيوت، معظمهم سكان محافظة القامشلي من الأرمن قد غادر إلى أوربا".

ترجمة قسم اللغة الانكليزية _ مديرية الاعلام الالكتروني

 

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=14914