الحدث السياسي

أسطورة حرب لن تنتهي


الإعلام تايم

تحت عنوان "كيف لسورية الأسد أن تصمد كلّ هذا الوقت"، قام جيرمي بوين، محرر الـBBC في الشرق الأوسط بإجراء مقابلات من خلال محاورة عدة شرائح من المجتمع السّوري باحثاً من خلالها عن الإجابة على عنوان مقالته.

 في بداية بحثه، أجرى مقابلة مع معلّمة في مقتبل العمر والتّي حرصت على إخفاء هوّيتها تجنباً للمشاكل .

تقول المعلّمة "  أعمل في مدرسة في القابون- أحد ضواحي دمشق- والتّي ينتشر فيها عدد من المجموعات المسلحة.

حاولت  المعلمة جاهدة إبقاء صوتها ثابتاً وهي تصف لنا كيف هزّت قنبلتان أرجاء المدرسة في الأسبوع الماض خلال استراحة الّصباح ، مسفرة عن مقتل 15 طفلاً ، و إصابة البقية بجروح بالغة.

تتساءل المعلمة بصوت يملأه الغضب "ما الجرم الذي اقترفه هؤلاء الأطفال لكي يموتوا بهذه الطريقة".

تضيف" إنهم لا يحملون السلاح"، مشيرة الى أن المجموعات هي وراء العملية.

وفي مقابلة مع أحد الناجين في عدرا -التّي تمكن الجيش السوري من استعادتها منذ 6 أسابيع-  محمد رجا مهاوش -40-عاماً والذي اختبأ في "علية" منزله لمدة 22 يوما مع زوجته و أطفاله و آخرين.

انتقد محمد ما يسمى "الربيع العربي" قائلاً" الهدف منه خداع الناس ، لقد سبب الكثير من المشاكل في سورية فالكثير من الناس خسروا ممتلكاتهم بالإضافة الى طموحهم في أشياء كثيرة كالزواج وتحصيل  شهادات عالية، يريدون أن يعيدونا الى عصر الديناصورات "..وأضاف "حتى الديناصورات أكثر حضارة من هؤلاء المقاتلين ""لقد فرضوا زمن الارهاب في عدرا ".

تابع محمد : "تخيّل وأنت مهدد بأيّ لحظة بأن يقوم أحدهم  بقتلك انت وأطفالك و زوجتك أو الاعتداء عليها".

 جيرمي الذي يشرح في مقالته أسباب الصمود السوري قال: " مرّت سورية ببعض اللحظات السيئة التي خسرت الكثير من المناطق في البداية، لكن قيادتها أثبتت مرونتها ببراعة".

"لقد حظيت بالدعم من عدة حلفاء مثل إيران روسيا وحزب الله ، ولكن الاهم من ذلك الدعم الشعبي للسيد الرئيس بشار الأسد ".

وفي مقابلة مع قائد وحدة  القوات الخاصة النقيب يعقوب عيسى الذّي تنقل في أماكن عديدة في سورية خلال السنوات الأخيرة يقول يعقوب " سورية  كانت على ما يرام"، " هدفهم ببساطة تقسيم سورية إلى أجزاء لمساعدة "إسرائيل". نحن ضد هذا المخطط والمؤامرة، وسوف نقاوم حتى آخر قطرة من الدم لدينا."

يعقوب تجاهل كلام جيرمي عندما أخبره بأنّه التقى المقاتلين في القابون، والذّين أكدّوا أنهم  يقاتلون من أجل الحرية بقوله "لقد تمّ خداع هؤلاء النّاس وغسل أدمغتهم تحت ستار الدين".

يعقوب عيسى كغيره من الجنود السوريين من مختلف أنحاء سورية مؤمنون بوحدة سورية لدرجة أنهم مستعدون للقتال حتى الموت للحفاظ على بلدهم وهم في السنة الرابعة من الحرب.

القيادة في سورية أقوى كثيراً مما كنت متوقعاً يقول جيرمي، ومن الأسباب التي جعلتها تعزز صمودها الاقتتال بين المجموعات المسلحة، ولم يكونوا قادرين على إيجاد طريقة محكمة لجذب الملايين من السوريين الى صراعهم الشخصي لكي ينتصروا في هذه الحرب.

وفي ختام مقالته قال  جيرمي " مجريات الحرب في سورية  تتغير.. فالولايات المتحدة الأمريكية تحارب "الجهاديين" الآن.

ترجمة رشا غانم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=14898