نافذة على الصحافة

سورية والعراق: بين نار الإرهاب وحلم أردوغان


الإعلام تايم

تحت عنوان " سورية والعراق .. بين نار الإرهاب وحلم أردوغان " نشرت (وكالة أوقات الشام الإخبارية ) مقالاً تناولت فيه عن دور تركيا وماذا تريد من سورية والعراق في ظل التحالف الأميركي ، وقالت أن تركيا تبحث من جديد عن دور لها في الشأن العراقي تحت ذريعة تدريب العشائر في مناطق العراق الغربية لمواجهة داعش، لكن بغداد ترفض هذا الدور بسبب خلافات الجانبين واتهامات الحكومة العراقية لتركيا بإثارة الأوضاع سلبياً داخل العراق، أزمات عدة كانت قد سببت توتراً في العلاقة بين العراق وتركيا،ربما يكون غير المعلن عنها وأبرزها هو اختلاف رؤية الجانبين للأزمة السورية وزاوية حلها، كما جاء هجوم تنظيم داعش الأخير في العراق ليزيد تعقيدات المشهد السياسي التركي ويعمّق من أزماته، فأنقرة التي رأت تزعزع سياستها في سورية منذ بدء الحرب هناك، ظلّت ممسكة بخيوط مقبولة في العراق، وقد سعت إلى التعويض في العراق ما خسرته في سورية، محاولة فصل تداعيات الحرب السورية عن مصالحها في العراق وحماية مكتسباتها التي جنتها خلال السنوات الماضية، فدخول داعش للعراق أصاب هذه الإستراتيجية التركية في مقتل، فإلغاء الحدود السورية العراقية في الشمال أسقط الفصل بين الملفين، فانفلتت الضوابط وباتت أنقرة تواجه خطراً موحّداً على طول حدودها مع الدولتين الجارتين "سورية والعراق".

وبحسب الموقع فأن تركيا فقدت كل الطرق للوصول إلى الشرق الأوسط، حيث تورطت في الأزمة السورية وفتحت حدودها للجماعات الإرهابية للقتال في سورية، وهي خلف الإخوان المسلمين في مصر وليبيا، وهي تفعل كل ذلك على أمل أن كل هؤلاء وكلاءها وبالتالي تستطيع فرض سيطرتها على الشرق الأوسط، ولتحقيق ذلك تدخلت تركيا بالأزمة السورية طرفاً معنياً بها بشكل مصيري، فتبنتها منذ البداية، وفتحت معسكرات التدريب للمعارضة المسلحة، وأنشأت مكاتب العمل للمعارضة السياسية، كان هذا التعديل هو ما تريده الولايات المتحدة في شرق أوسط جديد، وبرزت تركيا كقوة تنفيذية في صناعته، فهي التي ستحد من نفوذ إيران، وستحقق هدف إسرائيل في مستقبل آمن على حدودها الشمالية بعد أن تنهي الحكومة السورية وتخنق حزب الله، وبذلك تكون تركيا هي صانعة المنطقة وبالمقاسات التي تريدها الولايات المتحدة وإسرائيل والحكومات العربية.
وأضاف الموقع أنّ  تركيا دولة غير مرغوب بها من قبل مصر لدعمها جماعة الإخوان المسلمين، أما في ليبيا فدعمت الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى ان السعوديين الذين يعملون ضد الإخوان في أنحاء المنطقة يكرهون تركيا لدعمها التنظيم الإخواني، كما تراجعت العلاقات التركية الإيرانية في ظل حكومة العدالة والتنمية،  وفي حال تصاعد الخلاف الإيراني ـ التركي بسبب الأزمة في سورية ، فإن السعودية قد تبادر مجدداً إلى إعادة فتح خطوط تواصل وحوار مع إيران لأن السعودية لن تقبل بأن يكون أردوغان هو المرجعية الوحيدة للمسلمين السنّة في العالم العربي، إضافة إلى أن تركيا وإن كانت على خلاف غير معلن مع أمريكا، فهي تحاول جاهدة ممارسة الضغوط على إدارة الرئيس أوباما لكي لا تتعاون أو تنسق مع الدولة السورية للقضاء على داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية الموجودة على الأرض السورية، ومن هنا يكمن سر الصراع في المنطقة بين كل من تركيا وإيران والسعودية على قاعدة من هي الدولة الأساسية التي تملك الأوراق التي تؤهلها لكي تكون الأقوى في المنطقة، مع العلم أن كلاً من تركيا والسعودية تراهنان لتحقيق أجنداتهما في المنطقة على تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الأخرى.
كما جاءت أحداث مدينة عين العرب لتضع تركيا الجميع أمام معادلة صعبة "كوباني في مقابل تنفيذ شروطها" فهي المتحكمة بمستقبل هذه المدينة، وبمستقبل داعش هناك، وبالمقابل كانت تتجه أنظارها نحو دولتين متدهورتين أمنياً."
وختم الموقع بالقول إن تركيا تلعب بالنار، ولكنها نار مختلفة هذه المرة وتزداد قوة وقد تحرق أصابع أخرى، وأمريكا كعادتها دائماً تهرب من المنطقة إذا وجدت إن الخسارة كبيرة، هكذا فعلت في الصومال والعراق، وهكذا ستفعل في سورية، والمأمول آن تدرك القيادة التركية حجم المغامرة التي يدفعها الأمريكي وحليفه العربي اليائس نحوها، وتبادر الى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع السوري، وباختصار شديد أن السياسات الأميركية الغربية العوراء تجاه المنطقة هي التي أدت إلى انتشار الإرهاب بشكل سرطاني يهدد الأمن والاستقرار الدولي برمّته خصوصاً أن الإرهاب لا يعرف منطقة جغرافية ولا يحده مكان بل يشمل كل الدول وأن حماته سيكتوون بناره طال الزمان أم قصر وفي التاريخ شواهد كثيرة على ذلك .

وكالة أوقات الشام الإخبارية

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=14770