وجهات نظر

لغز العصر.. من يدفع.. ومن يستهدف؟

فايز الصايغ


الإعلام تايم

باستثناء "زلة لسان" جو بايدن نائب الرئيس الأميركي التي اتهم فيها علناً السعودية وقطر والإمارات بتمويل الإرهاب المتفشّي في سورية والعراق ولبنان لم تتهم دول مجلس الأمن أياً من الحكومات المذكورة بتمويل الإرهاب، مع أنّ الدول الدائمة العضوية تعرف تماماً وبالأرقام حجم التمويل الخليجي للإرهاب في سورية والعراق وغير دول عربية أخرى بما في ذلك ما آلت إليه الأوضاع المأساوية في ليبيا، والخضّات الأمنية التي تتعرض لها تونس فضلاً عن إقامة وتمويل الإرهاب في طرابلس لبنان والبيئة السياسية الحاضنة لهذا الإرهاب في البلد الشقيق الذي يغض الطرف عن دخول المسلّحين والأموال إلى طرابلس ومنذ زمن طويل بينما يمنع أو يدقق بطريقة استفزازية دخول السوريين إلى لبنان، وهو الدخول اليومي المألوف منذ قيام دولة لبنان وحتى تاريخه..

بين اللين والتسامح هناك، وبين التعسف في استعمال الحق السيادي هنا يكمن واحد من أبرز أسرار المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية ولبنان معاً، وأعني بلبنان "أبو الزولوف" ولبنان المقاومة معاً، فالكلّ مستهدف، والاستهداف السياسي والإرهابي والعسكري والأمني لا يميز بين منطقة وأخرى، كما لا تميّز الطائرات الأميركية التي تلقي المساعدات العسكرية بين أهالي عين العرب وبين تموضع مجموعات "داعش" الإرهابية في العراق..

حتى المساعدات الإنسانية والتي تشرف على آلياتها هيئة الأمم المتحدة التي تموّلها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والجهات المانحة الأوروبية والتي من المفترض أن تصل إلى المهجّرين السوريين ينتهي مسارها إلى "داعش" ومنظومتها الإرهابية.

ولكي لا نتجنّى ونجتهد نستشهد بما قاله الصحفي الأميركي "جيمي ديتمر" في مقالة له على موقع "ديلي بيست" والذي يؤكد بها هذه الحقيقة ويضيف بأنّ شبكات التوزيع لا تكتفي بإيصال المساعدات إلى "داعش" بدلاً من المهجّرين بل تدفع هذه الشبكات الضرائب والرسوم إلى "داعش" مقابل السماح لها بتمرير المساعدات وهي بذلك والحديث للصحفي الأميركي تساهم في دعم "داعش" من جهة وتوفير المال اللازم الذي تحتاجه، إضافة- وهذا هو الأخطر- إلى أنّ الشبكات وإداراتها تضع "داعش" على جدول رواتب موظفيها وتدفع بهم ولهم.

لا يمكن أن يحصل ذلك دون موافقة ومساندة ومشورة الإدارة الأميركية فهل يصدّق أحد أنّ إستراتيجية أوباما تستهدف الدواعش..؟

فايز الصايغ

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=14738