الحدث السياسي

الخارجية السورية : المجموعات الإرهابية منخرطة في مخطط يستهدف المسيحيين


بينت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أمس الإثنين أنه نتيجة للفتاوى المتطرفة الخارجة عن مبادىء الإسلام السمحة "التي لم تكن يوماً إلا داعية لنبذ الفرقة والتي يطلقها شيوخ فتنة ترعاهم وتحتضنهم دول معروفة مثل قطر والسعودية تقوم تنظيمات إرهابية متعددة ترتبط بالقاعدة وتنهل من عقائدها المتطرفة وتعمل على إعادة سورية إلى عصور الظلام والتخلف باستهداف سورية دولة وشعباً.

وقالت الخارجية "وقد كان من بواعث القلق بشكل خاص خلال الأشهر القليلة الماضية انخراط المجموعات الإرهابية بشكل منهجي في مخطط يستهدف المسيحيين في المنطقة عموماً وفي سورية خصوصاً عبر استهداف الأحياء التي يقطنها مواطنون سوريون من أتباع الديانة المسيحية في دمشق وحلب بشكل خاص بقذائف هاون يتم إطلاقها بكثافة وتواتر يومي لتطال بيوت المواطنين وممتلكاتهم ومدارسهم وكنائسهم في تلك الأحياء بهدف بث الذعر بينهم ودفعهم إلى ترك بلدهم والهجرة"، مشيرة إلى أن هذه القذائف العشوائية التي طالت المدارس وحافلات نقل الطلاب أودت بحياة العديد من الطلاب والمدرسين الأبرياء، ويتزامن استهداف هذه الأحياء السكنية في المدن الرئيسية مع اعتداءات متكررة على بعض المدن والقرى في ريف دمشق وريف حمص ذات الأغلبية المسيحية الذين تقوم تلك المجموعات الإرهابية بالاعتداء اللفظي والجسدي عليهم وبسرقة وتدمير بيوتهم وكنائسهم كالذي حدث في معلولا وصدد ودير عطية مؤخراً.

وأكدت الخارجية أنه من المثير للريبة والاستغراب أن الدول التي تدعي حرصها على الشعب السوري "تلتزم الصمت المطبق إزاء هذه الجرائم الإرهابية ضد المدنيين العزل لا بل إن بعض الدول تقوم بتقديم الدعم إلى هذه المجموعات لتمكينها من الاستمرار في جرائمها وتعمد في الوقت نفسه إلى تسهيل تهجير هؤلاء المواطنين من سورية لتوطينهم خارجها."

وقالت الخارجية في رسالتيها "إنه وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة السورية أن الحوار الوطني بين السوريين وبقيادة سورية دون تدخلات خارجية هو الكفيل بتمكين الشعب السوري صاحب الحق الدستوري الوحيد في تقرير مستقبل بلده واختيار قيادته من التعبير عن خياراته وعبر صناديق الاقتراع".

وأضافت الخارجية "ومما لا شك فيه أن مكافحة الإرهاب الذي يستهدف المواطنين السوريين هو أمر حاسم لنجاح أي حل سلمي للأزمة في سورية ولإعطاء العملية السياسية مصداقية في أعين الشعب السوري ويتطلب وقف العنف والإرهاب امتناع الدول المتورطة في دعم المجموعات الإرهابية وأبرزها السعودية وقطر وتركيا ودول أخرى معروفة على رأسها فرنسا عن تقديم أي نوع من أنواع الدعم لهذه المجموعات".

واختتمت الخارجية رسالتيها بالقول "تتطلع سورية إلى قيام مجلس الأمن بدور أساسي في مكافحة المخططات الرامية إلى إخلاء الشرق الأوسط من أبنائه المسيحيين المتجذرين تاريخياً في المنطقة والتنبيه من المخاطر الجسيمة التي تحملها هذه المخططات على الوحدة الوطنية "، وتؤكد أن "مكافحة العقائد المتطرفة والضغط على الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تستهدف قيم المواطنة والعيش المشترك هي السبيل الوحيد للحفاظ على هذا التنوع الذي كان على الدوام مصدر قوة ميز سورية وحضارتها المتعاقبة عبر التاريخ."

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=1459