العالم العربي

الشعب الجزائري لن ينخرط في أي ثورة ضد النظام


الإعلام تايم
أعلن متيقناً رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال  قبل يومين "إن بلاده كانت مستهدفة لزعزعة أمنها واستقرارها مباشرة بعد سورية"، فالخطط كانت موضوعة، والأدوار مقسمة بين اللاعبين، و"نقطة الصفر" للتحرك والتنفيذ محددة باليوم والساعة.
مراقبون فالوا ما أفسد كل هذه المخططات  عدة أمور من أبرزها أن "واضعي هذه الخطط أظهروا جهلاً واضحاً بالشعب الجزائري وظروفه النفسية، وتركيبته الفكرية والسياسية وتجربته المريرة مع العنف وعدم الاستقرار والحرب الأهلية التي انفجرت في التسعينات وأسفرت عن مقتل مئتي ألف إنسان على الأقل، فالشعب الجزائري تعب من العنف والإرهاب وبات يتطلع إلى التقاط الأنفاس.
وصمود سورية لأكثر من ثلاث سنوات، واجهت خلالها "معارضة مسلحة" قوية مدعومة من دول خليجية وإقليمية ودولية، وبمباركة من قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وقد جرى ضخ مليارات الدولارات لإسقاط النظام ومئات الأطنان من الأسلحة الحديثة من أجل إنجاز هذه المهمة.
وإقدام النظام الجزائري على إجراء بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ساهم في تخفيف جانب من معاناة الجزائريين، وتسديد الدين العام الذي كان في حدود 35 مليار دولار، وحل جزئي لأزمة البطالة".
بالإضافة إلى ذلك أن النتائج الكارثية التي جاءت بعد "انتصار" ماسمي "ثورات الربيع العربي"، وخاصة في ليبيا، واليمن، وسورية، وقبل هذا وذاك، التدخل الأمريكي العسكري في العراق تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الإنسان، فانهيار الدولة ومؤسساتها في ليبيا المحاذية للجزائر، وتحولها إلى دولة فاشلة تعيش حرباً أهلية بين ميليشيات تتصارع على الحكم، وانتشار السلاح، وتعمق التقسيم الجغرافي والاجتماعي والديمغرافي، كلها عوامل جعلت الشعب الجزائري يتردد كثيراً في الانخراط في أي ثورة ضد النظام رغم مآخذه الكثيرة عليه وفساده وعجزه.
المراقبون قالوا إن "إرساء هذه الحقائق لا يعني الانحياز إلى النظام الجزائري، أو التغطية على سياساته، وإنما من منطلق الحرص على الجزائر وشعبها وتاريخها المشرف في دعم القضايا العربية والإسلامية العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين.
على الرغم من أن الخطر على الجزائر ما زال قائماً، والمؤامرات تأجلت ولن تتوقف في انتظار الفرصة الملائمة، إلا أن الشعب الجزائري لن يركب البحر إلى أوربا ويغامر بحياته من أجل البحث عن فرصة عمل توفر له العيش الكريم، في حين تعتبر بلاده من أغنى الدول نفطياً وزراعياً وسياحياً."

وكالات

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=13948