العالم العربي

قاسم.. أمريكا تريد إبقاء "إسرائیل" فزّاعة لکل العرب والمسلمین


الإعلام تايم
أکد نائب الأمین العام لحزب الله الشیخ نعیم قاسم، أن أمیرکا هي السبب في کل الفوضى القائمة في العالم الإسلامي والعربي، مشیرًا الى أن "أمیرکا ترید أن تتحکم بمقدراتنا وإمکاناتنا، وترید أن تدیر شؤوننا بما یؤدي الى مصالحها حتي ولو أدى ذلك الى تخریب النفوس والبلاد والعباد".
وقال في احتفال تأبیني في الضاحیة الجنوبیة لبیروت الجمعة: "هذه الدولة المتغطرسة تدور حول إبقاء إسرائیل فزاعة لکل العرب والمسلمین، وهذه الدولة المستکبرة تعطي وعودًا لزبانیتها وجماعتها بأنها ستقف معهم وستعطیهم بعض المصالح، وبعدها ترمیهم دون أن تسأل عنهم وعن تاریخهم وعن عطاءاتهم لأنهم لا یمثلون شیئاً بالنسبة إلیها". متحدیًا هؤلاء أن تکون أمیرکا قد وفت بوعد واحد قطعته.

وأضاف الشیخ قاسم: "مشروع أمیرکا هو إعادة صیاغة الشرق الأوسط الجدید بالدم والخراب، ولکن بکل صراحة فقدت أمیرکا زمام المبادرة، ولم تعد قادرة علي ضبط الإیقاع، ولم تتمکن الأدوات الطیِّعة من دول وأنظمة وحرکات أن تحقق أهداف أمیرکا، في المقابل تجاوز الإرهاب التکفیري حدوده وطوائفه وأراد أن یتجاوز الخطوط الحمر التي أرادتها أمیرکا المشغلة لهؤلاء التکفیریین، فتحول الوحش الذي أرادوا إخافة الآخرین به الى وحشٍ یشعرون بأنه بدأ یشکل خطرًا علیهم لأن مطالبه تجاوزت مطالبهم".

ورأى الشیخ قاسم أن أزمة المنطقة، هي أزمة طویلة وبالحد الأدني لسنوات، "وبحسب التحلیل الأمیرکي لثلاث سنوات من أجل إعداد خمسة عشر ألف مقاتل لیغیروا المعادلة في سوریا (هذه نکتة) فالذین یقاتلون في سوریا منذ ثلاث سنوات بمئات الآلاف ومن کل حدبٍ وصوب ولدیهم الحوافز والمبررات الخاصة لأن یقتلوا أنفسهم من أجل قضیتهم، فمن أین سیأتي الأمریکیون بجماعة تغیر الواقع".

أضاف: "الأزمة طویلة لسنوات، ولا أفق لحل أي موضوع، وقضایا المنطقة متداخلة ومتشابکة ومعقدة، إذًا نحن أمام مشهد منطقة لا حلول فیها، أي أننا في مرحلة استنزاف وإضاعة وقت وانتظار، وعلینا أن نعرف کیف نعمل في ظل هذه الظروف المعقدة".

وقال: "قلنا من الیوم الأول للأزمة السوریة: هناك مشروع لتدمیر سوریة المقاومة من أجل إنشاء سوریة التي تواکب المشروع الإسرائیلي، ولتحویل الاتجاه لخدمة الکیان الإسرائیلي، وقالوا هي محاولات إصلاح، توجد بعض المقومات التي تریدها المعارضة من أجل إجراء تعدیلات في النظام، فماذا تقولون الآن بعد ثلاث سنوات ونصف بعد أن رأیتم حوالي مئتي ألف شهید وقتیل في سوریة، وهذا التدمیر الواسع المستفحل؟".

وتابع: "قلنا التکفیریون خطر على الجمیع ولیسوا علینا وحدنا، ولکن تعاملتم معهم کجزء لا یتجزأ من مشروعکم، وحاولتم أن تستثمروا هذه العلاقة، وعقدتم علیهم الآمال ولکن ماذا کانت النتیجة؟ لفظوکم جانبًا وأصبحتم أیضًا مدانین کما الآخرون تمامًا، لأن التکفیریین لا یقبلون أنفسهم ولا یقبلون بعضهم، ولا یطیقون جیرانهم فکیف یطیقونکم أنتم البعیدون عن آرائهم وقناعاتهم. وقلنا التکفیریون یستهدفون لبنان، ورکز بعض السیاسیین علي تغطیة نشاطاتهم والدفاع عنها وتبریرها، وقد انکشف کل المخطط التکفیري من بوابة عرسال، ولا یستطیع أحد أن یقول غیر هذا بعد أن تجلت الأمور وأصبحت مکشوفة للجمیع".

وأکد الشیخ قاسم أن "لبنان دفع أخطار الأزمة السوریة بحکمة عقلائه، وبصمود وثبات الجیش اللبناني، وأداء حزب الله وحلفائه ولولا هذه المواقف الشریفة والشجاعة لانتقلت المعارك الى داخل لبنان في کل حي ودسکرة ومنطقة". مکررًا القول: "لولا حزب الله لأنجزت داعش إمارتها على الحدود الشرقیة للبنان، وکنا أمام منطقة لسعد حداد التکفیریة علي غرار سعد حداد الإسرائیلیة بأخطارها وأهدافها (مشیرًا بذلك الى المنطقة التي أقامها الاحتلال الصهیوني في جنوب لبنان بین عامي 1982 و2000)، وقال: "لولا حزب الله لکانت داعش تقیم حواجز في جونیة وبیروت وصیدا وفي کل منطقة في لبنان. والحمد الله أن وفقنا الله تعالى بأن ذهبنا الى سوریا وقاتلنا في الوقت المناسب، وکنا حیث یجب أن نکون لنمنع هذا الخطر الکبیر ونوقفه عند حدوده الدنیا التي لا یستطیع معها أن یفعل شیء، ولا یستطیع معها أن ینجز شیئًا علي الإطلاق بإذن الله تعالی".

واعتبر أن مطالبة البعض بخروج حزب الله من سوریا "کالمطالبة بإلغاء المقاومة ضد إسرائیل، لأن لبنان یصبح مرمیً للأعداء علي اختلاف مشاربهم، ولقمة سائغة للاحتلالات المتنوعة بأفکارها وآرائها"، وسأل: "کیف تدافعون عن لبنان إذا کانوا یریدون تجریده من قوته وإمکاناته وقدرته؟"، وقال: "لن نترك لبنان مکشوفًا لا لداعش ولا للنصرة ولا لإسرائیل کرمي لعیون المهزومین، الذین یبحثون مکانة ودور علي حساب الآخرین، والذین لا یراعون مصلحة لبنان ولا مستقبله. ولن نستسلم لمقترحات تجرِّد لبنان من قوته وعزته وکرامته ونصره، هذه المطالب هي أقرب الى الهرطقة منها الى المقترحات".سائلاً: "إذا خرج حزب الله من سوریا مَنْ یوقف داعش وملحقاته من أن یصل الى أي منطقة؟".

وأکد الشیخ قاسم أن "إنجازات حزب الله في لبنان لیست عادیة هي عظیمة جدًا، إنجازات الأبطال الشجعان والشهداء... انجازات الذین وضعوا حدًا لکل أولئك یفکرون بتخریب لبنان علینا، ومن الطبیعي أن تصاحب هذه الإنجازات تضحیات، وما حصل في عین ساعة وعسال الورد (المواجهة بین حزب الله والتکفیریین علي الحدود اللبنانیة السوریة) هو جزء من التضحیات الطبیعیة التي لولاها ولولا غیرها من التضحیات لما حققنا هذه الإنجازات".

وقال: "إننا لسنا قلقین علي الإطلاق، بل نتوسع في التحریر ونوقع الخسائر بالتکفیریین ومن معهم, وهم الآن خارج کل قري القلمون المجاورة للبقاع، وهم في الودیان والجبال مطاردون ولن یتمکنوا إن شاء الله من تأمین ملاذٍ واحدٍ دافئ في القري التي خرجوا منها ببرکة المجاهدین الذین واجهوهم مع أبطال الجیش السوري ومع کل الذین عملوا بمواجهة هذا الخطر الداهم علي لبنان".

وندد نائب الأمین العام لحزب الله بالاعتداءات التي ترتکبها بعض العصابات ضد الجیش اللبناني، معتبرًا أنها "اعتداءُ على کل لبنان"، ومؤکدًا أن "دعم الجیش واجب بکل الوسائل والامکانات، ومساندته والوقوف الى جانبه فرض عینٍ على اللبنانیین من دون استثناء"، وتوجه الى الذین "یتحدثون خجلًا دعمًا للجیش اللبناني مرة في السنة، ویسیئون إلیه مرات ومرات بحججٍ واهیة"، قائلا: "إذا کنتم جدیین في دعمکم للجیش فتوقفوا عن التبریر للجماعة التکفیریة وعن حمایتها وعن محاولة إعطاء ضمانات وبیئة سیاسیة تساعدها على أن تستمر، اکشفوهم وافضحوهم وکونوا الى جانب جیشکم على الأقل تستطیعون الحصول على مکرمة لطالما کانت بعیدة خلال الفترات السابقة، ولعلَّ هذه المکرمة تکون توبة تجُب ما قبلها بسبب الإساءات الکثیرة التي حصلت بحق لبنان وبحق الجیش اللبناني".
مواقع

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=13339