نافذة على الصحافة

فخ عين العرب يُوقع أردوغان في المصيدة


الإعلام تايم

تحت عنوان " فخ عين العرب يُوقع أردوغان في المصيدة"، نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالاً، تناولت فيه الأحداث التي تشهدها المدن والقرى التركية، والتي غالبية سكانها من الأكراد، حيث تواجه عنفاً من الحكومة التركية لا يقل عما تلاقيه مدينة عين العرب في الشمال السوري من إرهاب "داعش".

وقالت الصحيفة في مقالها حول "حظر التجوال" الذي فرضته جكومة العدالة والتنمية برئاسة أحمد داود أوغلو ومن خلفه الرئيس رجب طيب أردوغان، على مدينة ديار بكر، "استيقظ سكان مدينة دياربكر جنوب شرقي تركيا على مشهد اعتقدوا أنهم دفنوه في الماضي ولن يعود ثانية..الجيش التركي بمدرعاته انتشر في جميع أنحاء المدينة..الدهشة عقدت ألسنة كثيرين منهم لدرجة أنهم خرجوا الى الشوارع غير مصدقين أن قراراً بمنع التجول فرض على مدينتهم مجدداً بعد 22 عاماً من فرضه للمرة الاخيرة وبعد 12 عاماً من رفع حال الطوارئ.

وأضافت "أصوات مكبرات الصوت أكدت أن الجيش لا يمزح وأنه جاد في فرض حظر التجول ولو بالقوة لكنه يمهل الأهالي فترة من الزمن لامتصاص الصدمة من مشهد يعيد الى الاذهان صور الانقلاب العسكري لعام 1980 وسنوات من كابوس حال الطوارئ."

واعتبرت الصحيفة اللندنية أن هذه الخطوة القوية والمفاجئة لحكومة "أوغلو" جاءت ترجمة لتصريحات وزير الداخلية أفكان آلا ونائب رئيس الوزراء مسؤول الملف الكردي يالتش أكضوغان اللذين قالا إن الحكومة "سترد بيد من حديد" ليس على الحليف الداعشي، وإنما على ما سمياها الأعمال الاستفزازية لأنصار حزب العمال الكردستاني في عدد من المدن في جنوب شرقي تركيا وإسطنبول، من مسيرات وتظاهرات واجهتها شرطة العدالة والتنمية بإطلاق الرصاص الحي ليسقط 18 شخصاً.

وتابعت الصحيفة "أردوغان اعتبر أن التظاهرات بحجة طلب الدعم لأكراد عين العرب (كوباني) هي "ابتزاز رخيص للحكومة" خصوصاً بعد ربط القيادات الكردية في تركيا مسيرة الحل السلمي مع الحكومة بمصير "فخ كوباني"، حيث قال صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب السلام والديموقراطية الكردي "إذا لم تفتح الحكومة ممراً للمقاتلين للذهاب الى كوباني وتمدهم بالسلاح واذا سقطت بيد "داعش" ستنتهي مسيرة الحل السلمي مع الحكومة وسنعود الى الكفاح من أجل حقوقنا".

ومع أن مسيرة الحوار بين أردوغان والقيادات الكردية طوال عشر سنوات تعرضت لأكثر من اختبار إلا انه لم يهدد سابقاً باستخدام الجيش لحل الموضوع مثلما يهدد اليوم في دياربكر وخمس مدن أخرى فرض عليها حظر التجول بسبب التظاهرات، لكن قيادات داخل حزب العدالة والتنمية تعتبر موقف أردوغان وحكومته نابعاً هذه المرة من إيمانه بأن ما يحصل على الأرض إنما هو جزء من حملة دولية يقودها الغرب للضغط عليه كي يتورط ويقع في مصيدة الحرب ضد "داعش".

الحملة تمثلت بضغوط خارجية، وضغط داخلي، ليأتي الرد التركي وفق (الحياة) بإنزال الجيش الى الشارع وكأنه يحمل رسالة الى الغرب أولاً، وتحديداً الى واشنطن، قبل الأكراد بأن أنقرة لن تغير موقفها أو شروطها للحرب على داعش.

عبدالقادر سلفي الصحفي المقرب من أردوغان اعتبر أن الحكومة تمر باختبار صعب وتواجه ضغوطاً كبيرة لتوريطها في حرب ليست حربها، لكن سياسة الرد على ما يعتقده أردوغان رسائل غربية – أميركية تحديداً، من خلال الضرب بيد من حديد على الأرض في الشارع الكردي قد تؤدي الى تداعيات داخلية لم تحسب الحكومة حسابها من قبل.

صحيفة الحياة اللندنية

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=13327