نافذة عالمية

المسلحون ارتكبوا جرائم حرب في سورية .. و بريطانيون جندوا باسم " الجهاد"


نشرت قناة (بي بي سي) نيوز تقريراً يسلط الضوء مجدداً على قصص الإرهابيين الذين يتقاطرون من أنحاء العالم للقتال في سورية،  وأحد هؤلاء يحمل الجنسية البريطانية جرى تجنديه تحت مسمى(الجهاد) من قبل جهات متطرفة تعتنق التكفير والتحريض قبل نقله عبر تركيا للمشاركة في العدوان المتواصل على الشعب السوري.

حيث ذكرت القناة أن البريطاني من أصل بنغالي افتكار جامان والبالغ من العمر 23 عاماً تحول إلى "جهادي" في سورية ضمن حرب أطلق عليها "الحرب المقدسة" رغم أنه عاش طفولة إنكليزية وعمل مع مجموعة تطوعية في فريق الدعوة بمدينة بورتسموث.

وأشارت القناة إلى عمليات التجنيد التي تقوم بها جهات متطرفة في بريطانيا مستهدفة شباناً صغاراً تحت مسميات دينية ومحولة إياهم إلى مقاتلين غير نظاميين لاستغلالهم في حروب خارجية وهو ما ينطوي على أخطار كبيرة تهدد المجتمعات الأوروبية ذاتها في حال عاد هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية بعد أن اشتركوا في أعمال القتل وكسبوا تجربة حربية.

وأقر الإرهابي جامان أنه ليس الوحيد الذي قدم إلى سورية بغية "فرض شرع الله" وهي العبارة التي يجري غسل أدمغة المرتزقة من خلالها لتجنيدهم بل هناك العديدون من جنسيات مختلفة جاؤوا وفق قوله من "استراليا وفنلندا وإيطاليا ومن أصول أمريكية وبريطانية وعروق مختلطة".

وذكرت القناة البريطانية أن خمسة شبان من المنطقة ذاتها التي كان يعيش فيها الإرهابي جامان تبعوه إلى سورية بعد أن تركوا قبل رحيلهم رسائل لأسرهم بهذا الخصوص، مبينةً أن الشبان كانوا يلتقون في الجامع المحلي الموجود في بورتسموث.

وكانت القناة ذاتها أكدت أن أفراداً من حركة حماس وتنظيمات سلفية متطرفة في غزة تسللوا إلى سورية عبر تركيا لنفس الهدف وهو مشاركة الإرهابيين في حربهم التدميرية ضد الدولة السورية.

وقالت القناة في تقرير لها أمس السبت 23 تشرين الثاني إن "قائداً ميدانياً في حماس هو محمد قرنيطة غادر إلى سورية قبل عام لتدريب المقاتلين فيها وكذلك نضال العشي الذي قتل في سورية أيضاً "، مؤكدةً أن "أحد الجهاديين الذين غادروا غزة إلى سورية هو فهد الهباش الذي كان ضابطاً في شرطة حماس وترك زوجته وابنتيه وذهب للقتال في سورية ومن ثم قتل فيها".

ونقلت القناة عن شقيق الإرهابي الهباش قوله "إن الوضع في غزة هادئ ولا توجد حرب مع إسرائيل ولذلك فإن أغلب الشبان فيها توجهوا إلى سورية"، مشيرةً إلى أن العشرات من مقاتلي التنظيمات السلفية الجهادية غادروا قطاع غزة في الأشهر الأخيرة وتسللوا إلى سورية عبر الأراضي التركية للقتال فيها ضد الدولة السورية.

وأضافت القناة "قبل أسابيع قليلة أقيم مجلس عزاء شمال غزة لطبيب أسنان معروف فيها هو وسام العطل الذي ترك عائلته ومرضاه وسافر بحثاً عن فرصة عمل أفضل لكن أفراد عائلته فوجئوا بشريط مصور يظهر فيه /العطل/ متزنراً بحزام ناسف قبل أيام من مقتله في سورية".

وأشارت القناة إلى أن /العطل/ ليس الوحيد الذي ترك غزة ليتحلق بركب جماعات مسلحة تقاتل في سورية إذ ان المصادر تشير إلى أن أكثر من 70 مقاتلاً من غزة ينتمي معظمهم لتنظيمات سلفية جهادية سافروا إلى سورية ومنهم محمد الزعانين الذي فجر نفسه بحاجز للجيش السوري.

ونقلت القناة عن عائلة الزعانين قولها إنه "سافر للدراسة في تركيا بعد أدائه العمرة في مكة" فيما أشارت والدته إلى أنها تكلمت معه قبل مقتله.

وأشارت القناة إلى أسماء كثيرة لفلسطينيين من قطاع غزة يقاتلون في سورية أو قتلوا أو جرحوا فيها بدأت تصل إلى أهاليهم في القطاع موضحة كيفية انتقال هؤلاء الإرهابيين للقتال في سورية بأن غالبيتهم غادروا لأداء العمرة في السعودية ومنها انتقلوا لتركيا ومن ثم تسللوا إلى سورية.

ولفتت القناة في ختام تقريرها إلى أن أسئلة كبيرة باتت تطرح بين الأهالي في غزة حول كيفية انخراط أبنائهم بهذه السرعة في القتال بسورية وكيفية انضمامهم إلى جماعات معروفة فيها بغضون أسابيع قليلة بعد سفرهم.

في السياق ذاته أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إرتكتبت انتهاكات تصل إلى جرائم حرب خلال اعتدائها على بلدة صدد بمحافظة حمص أواخر تشرين الأول الماضي.

وجاء في تقرير للمنظمة نشرت مقتطفات منه على موقعها "أن المسلحين ارتكبوا انتهاكات خلال هجومهم على بلدة صدد تضمنت الإعدام والقصف العشوائي وهجمات القناصة واستخدام المواطنين دروعا بشرية والاعتداء على كنائس وأماكن مقدسة وتخريبها."

وتضمن التقرير شهادات شهود عيان أكدوا أن المسلحين رفضوا السماح لسكان القرية بمغادرة منازلهم في المناطق التي نشب فيها القتال ما أوقع ضحايا من المدنيين بينما قال آخرون "إن المسلحين استخدموا المواطنين دروعا بشرية".

كما أكد الشهود أن المسلحين سرقوا ممتلكات السكان ومن بينها سيارات ومقتنيات أخرى كما نهبوا وخربوا عمداً مواقع مدنية وأماكن مقدسة.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=1326