نافذة عالمية

مالبرينو: "داعش" ظاهرة معقدة جداً والضربات الجوية لن تسمح باجتثاثها


الإعلام تايم
قال الكاتب والصحفي الفرنسي في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية جورج مالبرينو  لبرنامج "حوار الساعة" الذي تعرضه شاشة الميادين: إننا "نشهد على إدراك وصحوة وعي من قبل الولايات المتحدة وأيضاً الفرنسيين والبريطانيين والدول العربية، فللمرة الأولى تعلن السعودية عن نيّتها ضرب أهداف لقوات "داعش"، لذا فإننا نلاحظ أن العالم ادرك أن هذا التنظيم يشكّل تهديدا كبيراً ليس فقط في العراق بل أيضا في سورية والسعودية والأردن ولبنان أيضاً".
وأضاف، لا أستطيع التكهن ان هذه الضربات العسكرية ستضعف "داعش"، لإن هذه الظاهرة هي ظاهرة معقدة جداً، ويجب على التحالف أن يدمج  في هذا الرد سورية والعراق، ويتعين أيضاً على تركيا أن تشارك لإننا سلطنا الضوء على دور تركيا منذ بداية الأزمة السورية، لذا فعلى جميع الأطراف أن تبذل جميع الأطراف المزيد من الجهود لإيقاف هؤلاء "الجهاديين" الأوروبيين الذين يصلون إلى تركيا ويدخلون إلى سورية.
وكرر مالبرينو القول: أنه "يتعين على الأوروبيين وقف تقاطر المسلحين من دول القارة الأوروبية للقتال في سورية، فهؤلاء لن يبقوا في سورية بل سيعودون إلى هذه الدول، ويبقون هناك ومن الصعب أن تنزع من دماغهم هذه الإيديولوجية الإرهابية المتطرفة، ليعودوا إلى حالتهم الأصلية".
ورأى الصحفي الفرنسي أن الضربات الجوية لا تسمح باجتثاث ظاهرة "داعش" من جذورها، ولا يمكن للأميركيين أن يقرروا فجأة وضع جنود على الأرض" ...
وشدد مالبرينو على" أن مايقلق الفرنسيين هو العودة إلى الحل العسكري، فمنذ سنتين كنا نعرف أن هنالك 50 "مسلحاً" فرنسياً دهبوا إلى سورية - وهذا ما لم نشهده في أفغانستان مثلاً- واليوم يرتفع العدد إلى 900 مسلح فرنسي، وهذا هو الخوف الأكبر على أمننا لجهة حدوث اعتداء إذا ما عادوا إلى فرنسا.... لذا فإن الحكومة الفرنسية تحاول ايجاد حلول مع الأتراك والأكراد لإيقاف هؤلاء المتطرفين"،
وأضاف: "إن المخاوف تساورنا لإننا نرى أنه ولأول مرة تستحوذ جماعة متطرفة ذات إيديولوجية على أرض، وهي تعلن عن انشاء "دولة" ذات قوانين بربرية تتخطى ظاهرة اسامة بن لان وأيمن الظواهري الذين كانوا مختبئين ربما في كهوف".

وأشار مالبرينو إلى انه  "لاوجود لاتصالات أمنية فرنسية -سورية، لإن الفرنسيين حاولوا مرة وأخفقوا، حيث كان مؤدى الجواب من دمشق(أهلا بكم، لكن لكي نعيد بناء أواصر التعاون الأمني علينا أن نعيد التعاون السياسي) ، او أنه ورغم قول الأميركيين أن لاوجود لتنسيق أمني مع السوريين، فقد تم نقل رسائل إلى سورية عبر العراقيين، ولابد هنا من وجود درجة أو أخرى من التعاون بين واشنطن ودمشق، فالأميركيون أدركوا خطر "الجهاديين" فبل الفرنسيين ومنذ سنة 2012 تحدثوا عن وجود "محور جهادي" يمتد من الفلوجة في العراق إلى طرابلس في لبنان مرورا بالموصل وبغداد وحمص".
واعتبر مالبرينو أن هدف الأميركيين وحلفائهم من التقدم إلى مناطق "داعش" ليس الإطاحة بنظام بشار الأسد بل استبدال هؤلاء بمجموعات يدعونها معتدلة، ولكن هاهنا وعلى المستوى الفوري يجب ادخال بين 12 إلى 15 الف "مقاتل" للسيطرة على هذه الأراضي و أعتقد أن جمع هذا العدد صعب المنال في هذا الوقت".

وتحدث الكاتب عن النظرة للمرحلة القادمة في فرنسا فيقول "نحن لسنا مقتنعين بعد اليوم بسيناريو التحطيم والتدمير الشامل والإطاحة بالنظام من أسسه، لإن هذا ما قاله الفرنسيون منذ أعوام وعادوا وناقضوا أنفسهم، لكنهم اليوم يقولون: إن الأولوية هي لاجتثاث "داعش" ومن ثم العودة إلى التعاطي مع النظام السوري، فالأخير ما زال موجوداً ويجب أن نتعامل معه على هذا الأساس".
الميادين

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=13029