الحدث السياسي

الجعفري: مشاركة "إسرائيل" فيما يسمى " التحالف ضد داعش" يقوض أي مصداقية


الإعلام تايم
قال الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في كلمة له أمام المجلس بعد التصويت على قرار يحظر تدفق مسلحين أجانب إلى سورية والعراق
:" إن سورية كانت رائدة في التحذير من الإرهاب والدعوة لمجابهته واستئصاله قبل تمدده واستفحاله وإدراك الآخرين بخطره متأخرين بعد فترة إنكار طويلة وكانت رائدة في التصدي له ومحاربته على أرض الواقع.
وأوضح أن الأعمال الإرهابية التي يرتكبها الإرهابيون الأجانب الذين يخوضون حروب الغير بالوكالة والتكليف على الأرض السورية، استهدفت تسامح الحضارة السورية العريقة بشراً وحجراً ومؤسسات وبنى تحتية وخدماتية واستهدفت السوريين في لقمة عيشهم وقواتهم المسلحة ومدارسهم وجامعاتهم ومشافيهم ومساجدهم وكنائسهم وآثارهم وأماكن عملهم وإقامتهم، مشيراً إلى أن اعتداءات التنظيمات الإرهابية طالت البعثات الدبلوماسية والإعلاميين الأجانب وعناصر حفظ السلام العاملين في "أندوف" وقوافل المساعدات الإنسانية.
وشدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة على أن هذه الأعمال الإجرامية ما كانت لتتم لولا الدعم الذي تتلقاه هذه التنظيمات الإرهابية من حكومات دول أعضاء في المنظمة الدولية، وفّرت لها الغطاء الإعلامي والدبلوماسي وقدمت لها المال والسلاح والتدريب والملاذ الآمن وجعلت من مطاراتها قاعات استقبال لهؤلاء القتلة قبل توجيههم وإدخالهم بشكل غير شرعي إلى الأراضي السورية عبر حدود هذه الدول مع سورية.
وتابع .. "الحكومة السورية كانت أكّدت في رسالتها المؤرخة بتاريخ 28/8/2014 الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام ترحيبها والتزامها التام بقرار مجلس الأمن رقم 2170 الخاص بمكافحة تنظيمي " داعش وجبهة النصرة " وسائر الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة بتنظيم "القاعدة" الذين ينشطون على أراضي سورية والعراق الشقيق وذلك في إطار احترام السيادة الوطنية والمواثيق الدولية، لافتاً إلى أن هذا الموقف جاء نظراً لانسجام القرار مع موقف سورية المناهض للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره.
وأشار أن سورية أعلنت استعدادها وجاهزيتها للتعاون الإقليمي والدولي من خلال إنشاء ائتلاف دولي أو إقليمي يحظى بدعم الشرعية الدولية أو عبر التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب لأنها كانت وما زالت تحارب الإرهاب المتمثل في تنظيمي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الأخرى التي لم تقم لجنة القرار 1267 للأسف بإدراجها بعد على قائمتها بسبب اعتراض دول معينة في اللجنة ونذكر منها "الجبهة الإسلامية" على سبيل المثال لا الحصر.
وأكّد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن سورية ماضية بكل حزم في الحرب التي تخوضها منذ سنوات ضد الإرهاب التكفيري بكل أشكاله وهي مع أي جهد دولي صادق يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب بكل مظاهره ومسمياته على أن يتم هذا الجهد في إطار الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء واحترام السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية.
كما أكد أن مشاركة "إسرائيل" فيما يسمى "التحالف ضد داعش" يقوض أي مصداقية لهذا التحالف وأن إسقاطها طائرة سورية كانت تقوم بواجبها الوطني بقصف مواقع التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"جبهة النصرة" وفروعهما التي اعتدت على قوة "أندوف" واختطفت عناصرها وهاجمت قواتها ونهبت معداتها يؤكد عملياً ما كنا نقوله منذ مدة طويلة عن وجود تحالف إسرائيلي مع التنظيمات الإرهابية التابعة لـ "القاعدة" وغيرها.
ونوه قائلاً: وفد الجمهورية العربية السورية يؤمن أن الأمم المتحدة هي المحفل الدولي الأساسي لتنسيق وتعزيز الجهود الدولية الرامية للقضاء على التهديد الذي يمثله الإرهاب للأمن والسلم الدوليين وسلامة واستقرار الدول ورفاه الشعوب.
وبيّن أن نجاح الجهود لمكافحة الإرهاب يقتضي الابتعاد عن كل ما من شأنه تقويض دور ومصداقية الأمم المتحدة بهذا الشأن كتسييس مسألة مكافحة الإرهاب ومحاولة إيجاد الذرائع لمرتكبي الأعمال الإرهابية وتصنيف الإرهاب بإرهاب حلال وإرهاب حرام وإرهاب معتدل وآخر متطرف فالإرهاب هو الإرهاب أينما وقع وأياً كان مرتكبه.
واعتبر الجعفري أن في الحرب على الإرهاب لا يمكن تصور ائتلافات تتصدر الصفوف الأولى فيها دول كانت وما زالت الداعم الأول للإرهاب والإرهابيين تسليحاً وتمويلاً وإيواءً، بل إن بعض هذه الدول مثل تركيا وقطر والسعودية كان البوابة الرئيسية لتمرير الإرهابيين إلى سورية والعراق.
وأضاف أن سورية تؤكد دعمها للقرار المهم 2178 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء 24 أيلول بعد طول انتظار، كما تؤكد أن توجيه ضربات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية لن يحقق أهدافه المعلنة في حال تم على نحو يتعارض مع المواثيق الدولية ومن دون التعاون والتنسيق مع حكومات الدول المعنية وإذا لم يترافق مع إلزام الدول المحرّضة والداعمة للإرهاب بالكف عن ممارساتها التي تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
نيويورك- وكالات
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=12893