وجهات نظر

بالصوت والصورة (ترتيل وتراتيل)

طارق ابراهيم


الإعلام تايم - طارق ابراهيم

أزمة عصفت بسورية، لم يسبق أن تعرض لها بلد في العالم، إرهاب طال حجرها وبشرها، فكر متطرف لبس عباءة الدين، هو أبعد ما يكون عن الإسلام، تطرف انتشر في مدنها وبلداتها، قتل المسلمين قبل غيرهم من معتنقي الديانات السماوية الأخرى، واستهدف المساجد قبل الكنائس.

حركة فكرية صهيوإسلامية، أرادت تدمير حضارة استغرق في بنائها مسيحيو سورية ومسلموها آلاف السنين.

علماء ودعاة اعتلوا منبر الرحمة والهدى، ما عرفوا من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى منهم خرجت الفتنة وفيهم تعود..بثوا فتاوى القتل والذبح والسبي وأجازوا الزنا بمسميات عديدة، "جهاد النكاح"، كل ذلك كان على منابرغاية وجودها هداية البشر ونشر الإخاء والتسامح فيما بينهم.

وعكس ما اشتهى دعاة الفتنة ومن ورائهم مدبري المكائد لاستهداف الشعب السوري وفكره وإسلامه الصحيح الذي استمد من الوسطية والاعتدال نهجه وأحكامه، هب دعاة و علماء بلاد الشام، لكشف زور مخططات هدفها الرئيسي ضرب مسيحي بلاد الشام بمسلميها، وهنا لابد من الإشارة الى أن ما جرى في سورية منذ بداية وقبل "الثورة المزعومة"، ما هو إلا استهداف لسورية لأنها تمثل الإسلام الوسطي، وفق ما أكده الباحث الأميركي هنري كيسنجر، وزير خارجية أميركا في سبعينيات القرن الماضي ومستشار سابق للأمن القومي الاميركي.

أشهر قليلة بجهد مكثف، جاء الأنجاز الوطني لمواجهة فقه الفتنة، كما وصفه الرئيس الدكتور بشار الأسد في خطابه للدعاة والداعيات في نيسان الماضي، فقه الأزمة الذي ركز في أبحاثه على التعانق الإسلامي المسيحي، والإخاء الديني بينهما، فمنبع الرسالة نفسه، ودعوة حملت ذات العناوين، السلام والمحبة والعيش المشترك والمحافظة على الأوطان.

رسالة المسجد كما حددها علماء بلاد الشام هي دعوة صريحة للتضامن بين المسلمين والمسيحيين " قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم"، تقابلها رسالة الكنيسة التي حضت على الإخاء والتعاون لبناء وطن يسوده السلام.

ولإيقاف المد والبعد الفتنوي الديني الذي لم يكن حديث العهد فقد شهد التاريخ القديم والمعاصر فتن أرادت تمزيق ونسف الوثيقة المحمدية التي كانت أول دستور للدولة الإسلامية قبل 1400 عاماً لما جاء في تلك الوثيقة من وحدة وطنية قل مثيلها.

اليوم عاد الوهابييون ليمزقوا تلك الوثيقة في سورية، ولأنهم أدركوا اللعبة من أولها، عمد رجال الكنيسة والمسجد للوقوف يداً بيد لمواجهة أخطر فتنة تصيب بلادهم ..وبتضامن ما سبق له مثيل.

مقابل ذلك بطاركة ومطارنة من كافة الطوائف المسيحية أشادوا بالاسلام المحمدي الذ لم يبق له أثر الا في بلاد الشام حيث اسلام الاعتدال والوسطية الذي انتشر بالحكمة والموعظة الحسنة ولم يكن السيف أبداً وقطع الرؤوس مفتاحه، فلو كان نبينا فظاً غليظ القلب لانفضّ الناس من حوله، بشهادة القرآن الكريم .

إسلام لم يكن في يوم إلغائياً أو إقصائياً ..دعوته جاءت لحماية البشر وإنقاذهم، هذا ماورد في العهدة النبوية التي استشهد أرباب الكنائس على قداسة وأخلاقية  الدين الجديد الذي دعا الى  حماية أهل الكتاب ومعاملتهم معاملة حسنة، واحترام مقدساتهم وحريتهم في ممارسة شعائرهم، من هنا كان الوعي الكنسي لخطورة الطرح فالشعارات التي طرحت إنما غايتها أن يكون الصراع مسيحي إسلامي.

وكانت الكلمة الفصل خرجت من المطارنة "الفتح الإسلامي جاء لسعادة البشر، فما عهدنا منه إلا الإخاء والتسامح والعدالة، فتحٌ رفض إقامة شعائره في الكنائس ­­ـ وتحديداً عند تسلم مفاتيح بيت المقدس ـ ، حتى لا تكون سنة لمن يأتي من المسلمين بعد الفتح فيكون الاعتداء بدون قصد على حرمة المقدسات المسيحية.

ومن داخل الكنيسة صدحت حناجر المنشدين والمرتلين بمدح رسول الاسلام محمد (ص)، وفي المساجد تراتيل مسيحية وصلوات تضرع الى الله ليعيد الأمن والامان وينتشر السلام في ربوع سورية.  

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=11991