أحوال البلد

المقداد.. صمود سورية أوقف تقدم فكر "القرن الأميركي"


الإعلام تايم - (طارق ابراهيم- ربى شلهوب-سوزانا قطيش- كارمن اليوسف)

أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن صمود سورية في وجه أقوى هجمة إرهابية شرسة تتعرض لها، كان من أهم لعوائق التي أوقفت تقدم الفكر الذي ساد في العقد الأخير من القرن الماضي والذي سمي" القرن الأميركي".

وفي ندوة أقامها المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي، تحت عنوان "الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط والصمود العربي السوري"، على مدرج دار البعث، قال المقداد إن "المخططات التي استهدفت تدمير سورية، كانت للنيل من القضايا التي تؤمن بها سورية شعباً وقيادة، وأهمها قضية فلسطين".

واعتبر المقداد أن مفهوم "الجغرافيا السياسية" له تأثير هام ومن خلاله يتم ترسيخ خطوط السياسة باتجاه قضية فلسطين التي أعاد الرئيس الدكتور بشار الأسد الوهج لها في خطاب القسم، مشيراً الى أن البعد الاسرائيلي في ذلك هو العامل الأساسي في كل ما يحدث في سورية وغيره من دول المنطقة

وأوضح المقداد  أننا من خلال المفهوم نستطيع تحديد طبيعة التحديات التي نتعرض لها، لمواجهتها وما تمر به الأمة من تطورات يثبت استمرار القوى الغربية في محاولاتها لحرف الانتباه عن العدو الرئيسي المتمثل بالكيان الصهيوني.

ورداً على بعض المثقفين الذين "إننا نلقي بشماعة أخطائنا على الكيان الاسرائيلي"، قال المقداد نحن نعترف بوجود الأخطاء وهي كبيرة، ومن أجرأ السياسيين الذين اعترفوا بوجود الأخطاء هو الرئيس الأسد في كافة خطاباته وآخرها خطاب القسم، الذي أكد فيه على معالجة جميع الأخطاء.

 "تحديد العدو الرئيسي فيما يجري من قتل وسفك للدماء، أهم ما يميز تطبيق الجغرافيا السياسية، فالكيان وحلفاؤه من القادة الغربيين والعرب يمارسون البعد اللأخلاقي، الذي يعادي الشعوب وينشر ثقافة الموت والمذابح..حلفاء عرب يبررون مذابح الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، لن تكون دولهم أو شعوبهم في منأى عما يحدث"، وفق ما ذكر لمقداد، الذي أكد أننا في سورية وإيران والمقاومة اللبنانية نطبق المفهوم الأخلاقي للمفهوم حيث ندافع عن أنفسنا ضد هجمات بربرية وحشية تشنها الصهيونية العالمية، ومن ورائها حلفاء في واشنطن والغرب والمنطقة العربية، وأبعد من ذلك فإن البعد الخلاقي هو من يرسم سياستنا".

الجغرافيا السياسية، بحسب ما ذكر المقداد عرفه الحزب الاشتراكي النازي في ألمانيا، واستخدمه قادة ودول غربية خدمة لمصالحهم وتنفيذاً لسياساتهم الداخلية والخارجية، لا يرعون أي حقوق أو شؤون لشعوبهم ويخالفون كل القيم التي تعتز بها الشعوب الأوروبية، وذلك كله خدمة لكيان الاحتلال الصهيوني.

وأشار المقداد أن الغرب بدأ الآن يشعر بالخطر من التظيمات التي عمل لسنوات على دعمها بالتسليح والتدريب وقدم لها الدعم المادي والإعلامي، معتقداً أنها ستبقى محصورة في بلد معين، إلا أنها انتشرت لتهدده في قلب عواصمه، فالتنظيمات التي اعتبرها في السابق ممثلاً لشعب تزود عنه وتثور في وجه من ظلمه، عاد اليوم ليعتبرها ممثلة عن الإرهاب، في إشارة الى إدراج مجموعات الإرهاب في سورية كداعش والنصرة من التنظيمات الإرهابية ومعاقبته من خلال تبني قرار أممي صدر قبل أيام بالرقم2170 .

واعتبر المقداد أن العرب أمة ديناميكية وصلبة ومن أمم المركز وفق تصنيف الأمم في الجغرافيا السياسية، فالأمم تقاس بحضارتها ومنطقتن العربية منذ نشوئها حافلة بمختلف أشكال الأحداث التي كانت مركز اهتمام المجتمع الدولي والحضارة الأنسانية، وأضاف "لعل نزول الديانات السماوية في المنطقة هو لإرث التاريخي الذي جعل من أمتنا أمة "مركز المركز" وفي الوقت نفسه رفض المقداد اعتبار الشعوب الأوربية أنها أمة خاملة وفق المفهوم، لأن لها دور هام في بناء الحضارة الأوربية.

وانتقد المقداد تواصل بعض دبلوماسيي الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة من دون أي خجل، مخاطباً الحكام الخليجيين أن  التاريخ سيلعنهم وسيفضحهم أمام أطفال أطفالهم، وفيهم من الغباء والحمق ما جعلهم يشعرون أنهم مدبروا أزمات البلاد التي ستكون بعيدة عن رؤوسهم وشعوبهم، وليعلمو أنهم أدوات رخيصة يقومون بتنفيذ مخططات صهيونية لن تجني لهم إلا العار واللعن.‏

دمشق - دار البعث

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=11516