الحدث السياسي

المقداد: الغرب حول الإعلام في معركته للحفاظ على مصالحه وحماية "إسرائيل"


الإعلام تايم
قال نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في مقال بعنوان "الاعلام والسياسة عن دور الاعلام في الحرب الإرهابية على سورية"، نشر اليوم السبت 9 آب/ أغسطس في صحيفة (البناء اللبنانية) "أن الدول الغربية ومؤسساتها السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية أدركت منذ وقت طويل أهمية الإعلام وقدمت جميع أشكال الدعم المالي إلى امبراطورياتها الاعلامية لتمكينها من القيام بالمهمات المسندة إليها في الترويج لتوجهاتها والوصول إلى الفئات المستهدفة حول العالم مقابل تجاهل الدول النامية أو معظمها لأهمية الإعلام في توجيه الرأي العام وكسبه لمصلحة قضاياها وذلك ما جعل من شعوب الدول النامية.. التي ننتمي إليها.. نهبا للأفكار التي تطرحها أجهزة الإعلام الغربية"، مشيراً إلى أن الغرب حول الإعلام في معركته للحفاظ على مصالحه الاستعمارية وحماية "إسرائيل" ونفوذه في سائر دول العالم النامية إلى واحدة من أسلحة الدمار الشامل وإذا لم تكن الدول النامية قادرة على استخدام هذا السلاح على النحو المطلوب فإنها لن تكون قادرة على كسب معاركها العادلة.
وأضاف المقداد أن "الغربيين ربحوا معارك في الصراعات الإقليمية والدولية نتيجة استخدامهم المدروس للإعلام وكانت سورية من الاستثناءات القليلة التي فشل الإعلام الغربي في تحقيق حملاته الإعلامية المضللة فيها".
وقال المقداد "في الحرب التي أعلنها الغرب وعملاؤه وأدواته على سورية استخدم أعداء سورية الإعلام الغربي والعربي المدمر فشوهوا الحقائق وقلبوها ورغم تذاكيهم إلا أنهم فشلوا في الاختبار مثلما فشلوا في الوصول إلى النتائج التي أرادوا تحقيقها ودفعت الدوائر الاستخباراية المرتبطة بأعداء سورية الإعلام لتشويه الحقائق وزودته بالمعلومات المضللة لضرب ثقة المواطن بوطنه ومؤسساته إلا أن ذلك كله سقط تحت أقدام البواسل من أبناء الجيش العربي السوري الذين صمدوا وقاوموا وانتصروا".
ولفت المقداد إلى أن ما يثير الاستغراب قيام بعض الدول العربية الخليجية بناء على أوامر غربية بافتتاح إمبراطورياتها "الإعلامية" لنشر الفكر "الديمقراطي" في المنطقة رغم وقوع هؤلاء العربان مغمى عليهم لدى سماعهم كلمة الديمقراطية دون أن نسمع منهم كلمة واحدة حول حقيقة ما يحصل في مملكة الرمال وشقيقاتها "الأكثر ديمقراطية وانفتاحا وشفافية مالية وأخلاقية"، من تلك الأقطار التي وصل إليها "الربيع العربي" ورفع فوق عواصمها ومدنها وقراها الرايات السوداء رايات الدمار والتخلف في وقت يقف على الضفة الثانية من شارع الإعلام العربي والدولي بصورة أقل لمعانا الجهد العظيم لإعلام تميز حقا بنقله الصورة الصحيحة وبطريقة ذكية لما يجري وتحمل أخلاقيا ومهنيا مسؤولية عكس الحقيقة وطرح البديل الصحيح".
وقال المقداد "لا أبالغ عندما أقول إن الإعلام العربي السوري الذي تقف خلفه قلوب السوريين والعرب الشرفاء وعقولهم حقق خلال فترة قصيرة نسبياً إنجازات هائلة وهذا ينطبق على الإعلام العربي النبيل والعاملين فيه ممن أبوا إلا أن يكونوا مع أشقائهم السوريين دفاعاً عن الحقيقة والشرف"، ولفت إلى "الجرأة التي يتمتع بها الاعلاميون القوميون والتقدميون على الطرح المقنع والذي يقدم للمتلقي الموضوع المطروح بطريقة ذكية تكسب ثقته".
وشدد المقداد على أن الشعب السوري يحمل جميع هذه الأطراف بما في ذلك الإعلام الغربي وغيره من الذين جعلوا من الإرهابيين "أبطالا" مسؤولية التورط في سفك الدم السوري عبر تعبئة الشباب لما يسمى "الجهاد" في سورية وغيرها واستباحتهم دم السوريين وتقطيع رؤوسهم وأكل قلوبهم وأكبادهم من قبل هؤلاء الوحوش وامتداحه غزو ليبيا على اعتبار ذلك "مهمة إنسانية".
وتساءل المقداد من هو الذي شجع الآلاف من الأوروبيين وسكت على التحاقهم بتلك التنظيمات الإرهابية التي كشفت سورية هويتها وأهدافها منذ بدء الأزمة فيها بينما وصفها القادة الأوروبيون بـ"المناضلين لأجل الحرية" و"المجاهدين" الذين أمنت لهم تركيا والسعودية و"إسرائيل" ولا تزال تؤمن السلاح والتمويل والمأوى والتدريب والطعام وأجهزة الاتصالات ووسائل النقل.
وأوضح المقداد أن سورية العصية على الغزاة والمستعمرين حذرت من أخطار استمرار التورط الغربي سياسياً وإعلامياً بما يحصل في المنطقة بينما الإرهاب يحصد حياة ألوف الأبرياء في سورية والمنطقة سواء أكان في العراق أو لبنان أو في الدول الأخرى الآتية على الطريق وبينت سورية أن لا حدود لممارسات هذا الإرهاب الإجرامية وأن من يدعم الإرهابيين الآن سراً أو علناً لن يكون بمنأى عن آثار الإرهاب وجرائمه، مشدداً على أنه لا مجال الآن على الاطلاق للاستمرار في الكذبة التي أطلقها مسؤولون في باريس ولندن وواشنطن حول دعمهم اصلاح الشرق الأوسط فما كانوا يقومون به منذ البداية كان دعما للإرهاب.

واختتم المقداد مقاله بالقول "في الحرب على الإرهاب لا بد من أن يمارس الإعلام بأشكاله كافة السلوك الأخلاقي والمهني الذي ينص عليه القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وميثاق الأمم المتحدة وأن يكون أداؤه في مكافحة الإرهاب والتحذير من أخطاره على راهن العالم ومستقبله منسجما مع القيم والأخلاق والمبادئ التي توافقت البشرية عليها".
صحيفة البناء اللبنانية

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=11168