العالم العربي

رحلة النزوح تجمع الأديان على نفس الطريق في العراق


الإعلام تايم

يستمر تنظيم ما يسمى "الدولة الاسلامية " في هجماته على مناطق متفرقة في العراق  بدءا من الأكراد العراقيين وصولا إلى الصليب المقدس في الموصل ,و دهوك في اقليم كردستان ,ايضا سنجار الوقعة شمال العراق وهي منطقة جبلية وعرة حيث نزح اليها الكثيرون من العراقيين و تشير تقارير إلى أن نحو 53 ألف شخص  نزحوا في 9 مواقع وتحاصرهم عناصر مسلحة من تنظيم "الدولة الإسلامية"
ومأساة  تدفق العراقيين جعلت وضع الاطفال من امراض ونقص الماء والغذاء  وخدمات صحية في حالة سيئة للغاية 
وفي هذا الخصوص  الامم المتحدة أصدرت بيان يقول :أن الجيش العراقي يجري تقييما لإسقاط جوي محتمل لمساعدات إنسانية فوق جبل سنجار، موضحا أن المسلحين يسيطرون على الطريقين  ويهاجمون العائلات على الطرق المؤدية إلى بلدة سنجار ومعبر ربيعة الحدودي السوري.
بداية بالاكراد وصول الى المسيح في العراق فان الارهاب لم يستثني  احد حيث ظهر فن (الكتابة على الجدران) التلغراف ، في بيوت الموصل. اختار حرف (ن) (نصراني)، أي أن داعش بدأ الفرز والتقسيم، من أجل إرساء خلافة أبو بكر البغدادي. يُذكّر حرف (ن)، هنا، برمزية الصليب المعقوف التي استخدمها النازيون، في أثناء الحرب العالمية الثانية، من أجل بث الرعب في نفوس أعدائهم , واصبح لداعش مكتب عقارات اسلامي  لمن لا يدفعون الجزية اي انها لم تعد ملكاً لأصحابها (النصارى)، بل لدولة الخلافة الجديدة في الموصل
نتيجة  هذا 25 ألف مسيحي شدو الرحال من ثاني أكبر المدن العراقية  التي تضم نحو 30 كنيسة, وقبيل موجة النزوح هذه، شهدت القرى المجاورة حالات نزوح كبيرة، بسبب  دخول المسلحين المتطرفين إلى اليها وحصارها من قبل "داعش" واستشهاد بعضهم في ارض المعركة في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرضهم وشرفهم إلى أن قطعت بهم السبل الغذائية وكل مستلزمات المعيشة مع تقدم العدو نحوهم مما أضطرهم للجوء الى كردستان العراق ومن بعدها الى وسط وجنوب العراق  , دخولا إلى اربيل حيث اجتمعت سلطات الإقليم عند حدود اربيل حيث تم ترحيل  النازحين الى كركوك واثناء خروجهم منها واجهو مخاطر كبيرة لان هناك مناطق غير خاضعة للسيطرة الحكومية بالكامل بسبب سيطرة العصابات الإرهابية عليها, وبعدها  النزوح الى  كربلاء فتحت المدينة ذراعيها لنداء الأخوة في المناطق المنكوبة و يذكر أن مدينة كربلاء المقدسة تستقبل  بين 500 إلى 700 نازح من المناطق الساخنة شمال وغرب العراق، فيما أكدت مصادر شبه رسمية أن مجموع عدد النازحين المسجلين لدى المنظمات المعنية بلغ أكثر من 40 ألف نازح أغلبهم من القومية التركمانية
وفي السياق ذاته , دعا وزير الهجرة والمهجرين  العراقية جميع المؤسسات الدولية والعراقية لتظافر جهودها للنهوض بواقع نازحي المناطق المغتصبة  موضحا ان "العراق كان في كثير من المحطات سباقاً وفاعلاً في كثير من الازمات التي مرت على المنطقة ودول العالم اذ كانت له بصمة كبيرة في القضاء على الازمات"  واوضح  ان الوزارة مستمرة في تقديم المساعدات المالية بضمنها منحة المليون دينار للاسر النازحة. اضافة الى هذا, يقول مدير "منظمة السلام لحقوق الإنسان"، محمد علي، إن مكاتب المنظمة وبالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في بغداد، رصدت نزوح مليون و460 ألف عراقي ، بسبب الأعمال العسكرية، وتردي الواقع الإنساني في مدن غرب وشمال العراق وان تلك العملية لم يشهدها العراق من قبل و يتابع قائلاً: "الأمم المتحدة لم توفر سوى 40 بالمئة من المساعدات الإنسانية للنازحين ولمرّة واحدة فقط"
ايضا انتقد "علي" مؤسسات خيرية إماراتية، "تطلق حملات دعم لشعوب أوروبية وإفريقية، في الوقت الذي يقبع مئات الآلاف من النازحين العراقيين على مقربة منهم دون أن يحركوا ساكناً"، واصفا حملات تلك المؤسسات أنها "سياسية وإعلامية تخدم وجهات دولتهم".
بالنهاية كل الاطياف في العراق عندما تغرق هناك من يمد اليد لها , ومهما  حاول التكفيريين اغراقهم بالدماء هناك من يمد العون لهم ويكفي بأن ارض العراق واسعة تجمع الوحدة الوطنية رغما عن انف صاحبي الحقد ولكراهية.

رصد الكتروني - وكالات

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=11102