وجهات نظر

التمرد على الدولة.. باب الحارة نموذجاً

شادي أحمد


الإعلام تايم

بالصدفة المحضة حضرت بالأمس مقطعاً من مسلسل باب الحارة عندما تكشف حرائر الشام عن وجوهها بقيادة زعيمة التنسيقية النسائية أم عصام و تستنهض همم الرجال الجسوريين ﻷن السلطة اﻷمنية وقتها قامت بدخول أحد المنازل بدون محرم .. متجاوزة حداً من حدود الله والمجتمع.

 ولم يبق دم في عروق ثائر من رجالات باب الحارة إلا وجاش بكل ما أوتي من قوة ليعلن الشباب انتفاضتهم المباركة على سلطة المخفر التي لا تتقي الله ولا تحترم سلطة المجتمع، إنها الحالة المنظرة للخروج عن الدولة وسلطاتها وهي حالة شيطنة الدولة لكي يخرج المؤمنون عليها، لقد كشفت النساء عن الوجوه في ثورة ﻻ تذر وكأنها حالة التمرد القصوى وكأن الشاميات وقتها لم تكن فيهن واحدة كاشفة لوجهها حتى صارت عملية كشف الوجه محرضة للثورة إذ لم يحتمل الرجال منظر العورة، لم يعنيهم أن هناك ظلم ما من سلطة المخفر.. اﻷمر ليس مهم ولم يخلق حوار مع السلطة كذلك الامر ليس مطلوب.. فالمفروض أن ﻻ يوجد أي حالة وعي تخلق حوار ومحاكمة عقلية والمطلوب استثارة حالة ردة الفعل الغرائزية والعودة إلى مجتمع ما قبل الدولة حيث لم يظهر المسلسل حالة مثقف واحد وحالة مثقفة واحدة ولم يظهر حالة نقاش سياسي واحدة ... لقد أظهر حالة غيتو فريدة بخصائص ﻻ تنتمي إلى البيئة الحقيقية والمفترضة للعمل.

لا اعتقد إطلاقاً أن الأمر حدث سهواً أو خطأ درامي بسيط إنه تعمد مقصود وسياسة موجهة لكي يكوى الوعي السوري والدمشقي بمال خليجي متصهين، لماذا في حمام القيشاني سابقاً كان هناك حضور للحالة الاجتماعية والسياسية الغنية في دمشق وقتها و كانت المرأة مؤثرة بشكل كبير في الحياة الفكرية والسياسية ولم تكن كنموذج المرأة في باب الحارة هذا النموذج المؤسس للمجاهدات اللواتي ظهرن في الأزمة تحت مسمى جهاديات النكاح، لقد أصبح باب الحارة من العوامل المؤسسة للأزمة السورية بامتياز، وجل ما أتمناه أن ﻻ تستمر الازمة السورية بعدد أجزاء هذا المسلسل.

 سؤال موجه لأبطال العمل واستثني المؤلف والمخرج من السؤال لأنهم يعرفون ما يفعلون، أما السؤال لرجال ونساء الدراما السوريين في هذا العمل :: هل تعرفون ماذا تعملون...؟!.

شادي أحمد

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=10843