أحوال البلد

الزعبي: المرحلة الماضية تختلف عما قبلها في مسألة الخطاب.. والانتصار السوري على العدوان حتمي


الإعلام تايم 

نقلاً عن صحيفة الوطن التي التقت وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال عمران الزعبي وقامت معه بجولة حول الإعلام السوري وما تحقق خلال سنوات، مع التركيز على الأثمان الغالية التي دفعها إعلامنا من كوادره وأرواحهم وجهودهم، وخاصة بعد الاحتفاء بشهداء الإعلام ومصابيه في بادرة تعيد ثقة المواطن بأن ما يبذله من حياة وجهد سيقدر من القائمين على رعايته.

الخطاب الإعلامي السوري ماذا تغير في جوهره خلال فترة توليكم مهام وزارة الإعلام؟ وهل أنت راض عما يقوم به هذا الإعلام؟

بالتأكيد إذا قلت إني راضٍ أكون قد وقعت في الخطأ لأن الرضا بدرجاته سواء كان جزئياً أم كاملاً مسألة مثالية، ولكن أعتبر أن المرحلة الماضية تختلف عما قبلها في مسألة الخطاب والأداء الإعلامي والسياسة الإعلامية، البعض أحياناً يبدي ملاحظات بأنه لا سياسة إعلامية في سورية وإنما إعلام سياسي، وهذه مغالطة منهجية كبيرة.

هناك سياسة إعلامية تقوم على عناصر كثيرة سأتحدث هنا عن أهداف هذه السياسة، أولاً: الدفاع عن مجموعة ما نسميه «الثوابت الوطنية والقومية»، وثانياً: مواجهة كل مخلفات العملية الاقتصادية والثقافية والحضارية والاجتماعية وتسليط الضوء عليها وتعريتها واقتراح الحلول أو البدائل أو دعوة المختصين إلى منابر الإعلام لمناقشتها علناً وبشفافية ووضع الحلول. ثالثاً: أحد أهداف هذه السياسة تعميق ورفع مستوى الوعي الوطني عند المواطنين حسب أعمارهم وشرائحهم.

أما الإعلام السياسي فهو شيء آخر ويعنى بقضايا مختلفة كمواجهة التحديات والتزوير والتضليل، وما يقال عن العمل العسكري والميداني، ومتابعة خطوات الحكومة بكل المجالات وانعكاساتها السياسية، وعلاقات سورية السياسية، ومسألة المعارضة والموالاة، ولكنها من ضمن المهام الإعلامية؟ بالتأكيد.

ألا ترى أن هذا الجانب أخذ الكثير من دور السياسة الإعلامية نتيجة الأزمة؟

لنكن شفافين بهذه المسألة، في الحقيقة حجم المعركة والضغط فرض علينا في كثير من الأحيان طريقة معينة في العمل، أحياناً كنا نضطر إلى أخبار عاجلة تظهر على الشاشة ننفي ما تقوله كل من قناتي «الجزيرة» و«العربية» من أحداث ووقائع، فنحن أمام مجموعة من وكالات الأنباء والصحف والمحطات وشركات العلاقات العامة والإعلامية التي تعمل على مدار 24 ساعة متواصلة لتقديم صورة معينة ومحدودة عن سورية استدراجاً للتدخل الخارجي وتبريراً للإرهاب وللتدخل في الشأن الداخلي السوري، وهذا بالتأكيد أخذ حيزاً في العملية والأداء الإعلامي وتفكيرنا وخطابنا.

لا نستطيع أن نطلب من الجندي أثناء المعركة أن يناقش معناً كتيباً في الشأن العسكري أو في قواعد العمل العسكري لأن مقتضيات المعركة تفرض ذاتها، لكن بكل الأحوال حتى هذا الأداء في المواجهة الإعلامية أو ما يسمى بالحرب الإعلامية كان مستنداً بكل الأوقات إلى ما تحدثت عنه في البداية عن أهداف السياسة الإعلامية.

من الممكن أن يقول أحدهم إن هناك تقصيراً في جانب ما، هل يعزى هذا إلى الوضع الحالي والأزمة؟

بالتأكيد كان هناك تقصير ومن يقل غير هذا الكلام فهو غير موضوعي ويكذب على نفسه وعلى الناس، ولكن هذا التقصير ليس متعمداً ولم نكن نشعر به إلا بعد وقت، لعدة أسباب منها ما يتعلق بتاريخ الإعلام والمؤسسات الإعلامية في سورية، فالمؤسسات الإعلامية مرت بمراحل كثيرة ترهلت فيها لأسباب وظيفية وأسباب الكادر الموجود والوساطة وعدم وضوح المهام وطبيعة الأنظمة الداخلية والأهداف التي خولت عملية تنفيذها لكل مؤسسة من جريدة إلى تلفزيون إلى إذاعة كان هناك خلط كبير في هذه المسألة

هل استطعنا أن نفصل في المرحلة الأخيرة؟

نعم، نحن عملنا على قضايا كثيرة منها العمل على إيجاد منابر إعلامية جديدة ذات طبيعة وظيفية مختلفة، أي في المسألة الثقافية تلفزيونياً كانت سياسة كل من القناة الأولى وقناة تلاقي خلال المرحلة الماضية الاهتمام بالمسألة الثقافية والوعي الوطني فالمتابع يرى جملة من البرامج ذات العلاقة بالموسيقا والتاريخ والآثار والشباب والتكنولوجيا والشباب والرياضة وما إلى ذلك، في حين ذهبت الفضائية السورية والإخبارية السورية باتجاهٍ آخر له علاقة بمسألة أخرى أما قناة سورية دراما فتم العمل عليها لكي تتمكن من منافسة قنوات الدراما العربية.

والأمر ذاته بالنسبة للإذاعات، إذاعة سوريانا إذاعة إخبارية بحتة، في حين صوت الشباب إذاعة منوعة وتعنى بشرائح الشباب، والإذاعة الأم حافظت على هويتها التقليدية، أما إذاعة صوت الشعب فتعنى بالقضايا الخدمية وما إلى ذلك، فهذه التقسيمات الوظيفية عملنا على تكريسها، وعملنا إدارياً على فصل الكادر وهذه العملية بدأناها منذ عدة أشهر، فمن يعمل في قناة لا يعمل في أخرى إلا إذا كان عمله من النوع التقني أي خلف الكاميرا فكل من يظهر أمام الكاميرا يجب أن يكون في قناة محددة إذ لا يمكن لأي شخص أن يقدم برنامجين سياسيين متمايزين ومتغايرين، بالنهاية العقل وميكانيك التفكير واحد لن يتغير.

إضافة لذلك فإن وزارة الإعلام في المرحلة الماضية أنجزت جملة من الوظائف والمهام منها تثبيت العاملين على البونات وهي قضية شائكة وعالقة منذ عام 1960 أي من عمر التلفزيون في سورية فتم تثبيت أكثر من 800 موظف في التلفزيون، واستعادة المطابع التي كانت ملكاً لمؤسسة الوحدة وأخذتها وزارة التربية، وأيضاً دعم تأسيس «نادي المراسلين الشباب» هذا النادي يختص بتدريب الشباب من مختلف الأعمار بما فيهم طلاب المدارس على العمل المهني والصحفي والإخراج وإعداد التقارير والريبورتاجات، كما تم تطوير معهد الإعداد الإعلامي التابع لوزارة الإعلام من خلال رفده والعمل على زيادة موازنته المالية.

نتيجة الحرب على سورية تضاعفت المهام الإعلامية أضعافاً وبالمقابل خفضت الموازنات إلى النصف، وبالتالي هذا يتطلب من كل شخص جهداً استثنائياً في كل مجال، الإعلام السوري لم يكن لديه مراسلون حربيون قبل بدء الحرب على سورية فنحن أعددنا مجموعة من المراسلين الحربيين والميدانيين وعدد الذين تم تدريبهم خلال السنتين الماضيتين يتجاوز 200 شخص على مسائل إعلامية كثيرة.

على مستوى الخطاب الإعلامي وهو المهم كان هناك دائماً مقولة «إن الإعلام السوري هو إعلام الحكومة والسلطة» في البيان الوزاري لحكومة تسيير الأعمال استبدلنا هذه المقولة وقلنا إن هذا الإعلام إعلام دولة وليس إعلام سلطة وبالتالي عندما نقول إعلام دولة فنحن نعني كل مكونات الدولة وفي مقدمتها الشعب وعلى هذا الأساس استضفنا على شاشتنا الوطنية وفي إذاعاتنا شخصيات معارضة وهذه الشخصيات تحدثت بلغة وبخطاب لم يكن أحد يتصور في يوم من الأيام أنه يمكن أن نسمع هذا الخطاب على المحطات السورية والأمر ذاته في الدراما. هذا العام قطفنا ثمار هذا التحول. ليس لدينا شيء نخشاه في الإعلام على الإطلاق، وأصبح لدينا الجرأة الكافية والقدرة على توفير مناخ مناسب للنقاش والحوار بين أطراف مختلفة ومتعددة، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة. لم تكن مرحلة التحول سهلة. لدينا عقل وظيفي تربى على مدار عقود من الزمن على تلقي الأوامر ووجود الهاجس الأمني في داخله أكثر من الحقيقة، وعندما كان يطلب من المديرين والمسؤولين استضافة شخصيات ليتحدثوا بحرية مطلقة يصابون أحياناً بالذعر.

التلفزيون الإسرائيلي عرض ثلاثة تقارير خلال المرحلة الماضية بنهاية عام 2013 ومطلع عام 2014 يعترف فيها بأن الإعلام السوري استطاع أن يتحدى معطيات الهجمة الإعلامية عليه وهذه شهادة مهمة لأنها شهادة عدو، اليوم جزء من انهيار سمعة الجزيرة والعربية وجمهورهما والتشكيك بمصداقيتهما سببه الإعلام الوطني والخاص (الدنيا، وسما، والإخبارية السورية، والفضائية السورية)، إذا رغم كل الانتقادات التي تواجه إعلامنا وقنواتنا، والتي نحترمها، هذا الإعلام حقق إنجازات، هذه الإنجازات ليست مثالية وكاملة وليست كل المطلوب، بالتأكيد هذا الكلام صحيح لأنه في النهاية لدينا أعداد كبيرة من الموظفين تشكل عبئاً والمؤسسات الإعلامية كانت تلعب دوراً وظيفياً اجتماعياً مثلها مثل أي منشأة صناعية أخرى أي تستوعب أعداد موظفين لهم عمل أم لا، واليوم قيام الإعلام النوعي يحتاج لمنابر جديدة وإمكانيات مادية والعمل على الكادر النوعي ونحن خلال الفترة الماضية افتتحنا إذاعة سوريانا في دمشق، وإذاعة الكرم في السويداء، وإذاعة زنوبيا في حمص، وإذاعة أمواج في اللاذقية، وأعدنا البث في إذاعة حلب الشهر الماضي بعد انقطاع دام سنتين، ووفرنا كل المحطات على الأجهزة الخليوية وشبكة الانترنت والإف إم.

في بعض الأحيان نحاول في الإعلام أن ندافع مع العلم أن الإعلام رسالة ويجب ألا يكون محايداً ونحن لسنا محايدين، لماذا نعمل على الدفاع دوماً كمتهمين؟

نحن كإعلام في قضية الصراع والمواجهة والحرب على سورية لسنا محايدين حتماً ونحن جزء من الدولة ورديف للقوات المسلحة، كنت أقول لهم دائماً اعتبروا أنفسكم فرقة من فرق الجيش وعملنا وتصرفنا على هذا الأساس.

نسمع في بعض الأحيان تعليقات من البعض فيها نوع من التراجيديا والدراما حول المسألة الإعلامية وبعضها تكون من أناس مختصين أو على علاقة بالوسط الإعلامي ولكنهم يحبون لغة النقد. أنا شخصياً مع هذا اللغة ولكن مع نقد يضيف ونقد مع اقتراح وتشخيص صحيح، على سبيل المثال أحياناً يوجه لنا اتهام «أين الإعلام السوري في قصة معينة وبأنه لم يغطها في حين غطتها قنوات أخرى وما إلى ذلك»، هناك قضايا لها علاقة بالجيش وعندما يعلن الجيش عنها ويأتينا الخبر نقوم بالنشر، نحن لا نصوغ الخبر عن العمليات الأمنية والعسكرية، ولا نذهب للقيام بخبر إعلامي عن واقعة أو حادثة أو تقدم للجيش أو انتصار أو معركة بناءً على وجود مراسل لدينا في منطقة معينة، أما القنوات الثانية ومنها الأجنبية ليست ملزمة بذلك وتستقي أخبارها ومعلوماتها من عدة مصادر وبعد ذلك يتضح بأن أخبارها قد لا تكون صحيحة، فنحن لا نأخذ إلا المعلومة الموثقة.

وأيضاً نأخذ خبر الحكومة الاقتصادي والرقمي وإلى آخره من مصادره الحكومية، ويبقى شيء آخر له علاقة بالنقاش والتحليل والنقد. هذه قصة مفتوحة استضفنا العديد من الشخصيات في حوارات وبرامج تنتقد السياسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والإعلامية. هذا من طبيعة مهمة الإعلام بشكل عام، لذلك فالمسألة لا تكون مقاربتها على طريقة فقط توجيه الانتقاد من دون معرفة خصوصية العمل وطبيعته والظرف الذي نعيشه.

نفتخر بالإعلام المقاوم ولكن يخطر لنا سؤال، هل هناك خطة لينتقل هذا الإعلام من مقاوم إلى استباقي ويصبح الآخر يستعد لمجابهته بدلاً من أن يبقى دوماً مقاوماً ومستهدفاً؟

هكذا إذا كنا نفهم أن المقاومة هي فقط التصدي، المقاومة ليست تصدياً فقط، المقاومة هي مقاومة المشروع الذي يشكل التصدي جزءاً منها وانتظار الهجوم أيضاً، أما مفهوم المقاومة فأوسع من ذلك بكثير، فهذا المفهوم يعني أنه يجب العمل من خلال الإعلام والمؤسسات الأخرى ذات الصلة كالتربية والثقافة على بناء جيل مقاوم يؤمن بالمقاومة وبالتالي يؤمن بالمقاومة بمفهومها الكلي والشامل والعميق.

هل بدأ هذا المشروع الإعلامي الآن في سورية؟

طبعاً، وهو موجود بالأساس إنما بتواضع على صعيد الخبر والمتابعة، ولكن لا يوجد ميكانيكية لإنتاج أجيال متتابعة، على الأقل اليوم كل كوادرنا الإعلامية التي نختارها وندربها نعمل عليها على هذه القاعدة سواء من خلال المدربين أم المراجع التدريبية أم اللغة السائدة أم الثقافة المعتمدة. إن روحية العمل هي التي تغيرت، وإقبال الناس على طريقة العمل اختلفت وكذلك استعداد الناس للمبادرة نتيجة المناخ السائد واحترام عقل العاملين، والإعلام لا يمكن أبداً أن يطلق إمكاناته الكامنة بعقل الموظفين، مهنة الإعلام مهنة إبداعية مثل كل الإبداعات الأخرى.

السيد الرئيس أشار في خطابه إلى قضية المقاومة وغزة وبأن ثمة تشابكاً بين المقاومة اليوم أمام ما تتعرض له غزة، ما تعليقك على ما يجري أمام الصمت العربي؟

بطبيعة الحال إسرائيل تستغل الحالة العربية السائدة شعبياً وعلى مستوى القيادات والحكومات والظروف السائدة في كل من سورية والعراق ولبنان ومصر وحتى حالة القلق والهاجس الأمني في الأردن، وكذلك الدعم السعودي والتركي والقطري لها الذي لا يخفي نفسه أبداً والدعم الغربي الأصيل، هذا كله وفر لإسرائيل غطاء سياسياً وعسكرياً ودولياً ودبلوماسياً لشن هذا العدوان الذي لا يستهدف حركة أو فصيلاً بعينه، بل فكرة ووجدان المقاومة ويستهدف تيئيس الناس وإيمانهم بالمقاومة، وأعتقد أن قدرة الشعب العربي والفلسطيني على التصدي لهذا العدوان أكثر وضوحاً من الأيام أو الحالات السابقة، وهذا يؤكد أنه رغم الظرف الأمني والعسكري والسياسي في بعض الدول العربية على المستوى الشعبي ما زالت القضية الفلسطينية تتصدر الهموم الوطنية والقومية للمواطن حتى هذه اللحظة، ورغم أن هناك بعض القيادات الفلسطينية التي تعاملنا معها على أنها قيادات مقاومة قد تنكرت لتاريخ العلاقة ودور سورية لكن الشارع تجاوز هذا التنكر بوعيه وإداركه وفهمه لما يجري ومازال على موقفه من الصراع والقضية الفلسطينية.

منذ فترة كرمت وزارتا الإعلام والثقافة بالتعاون مع شركة «سيريتل» في دار الأسد للثقافة والفنون أسر شهداء الإعلام، وخلال الحفل أشرتم إلى أن الشهداء موضوع اهتمام الإعلام الوطني، كيف جسدتم هذا الاهتمام؟

-لدينا لجنة وزارية برئاسة معاون الوزير وبإشرافي تعنى بشؤون شهداء الإعلام. لم يتقدم أحد من ذويهم إلينا بأي طلب سواء كان خاصاً أو عاماً إلا وساهمنا في تلبيته، ومؤخراً طرأ على هذه اللجنة بعض التعديلات بعد غياب عدد من الأعضاء نتيجة انتهاء خدمتهم لمتابعة هذا الملف، فنحن في الوزارة ضمن إمكانياتنا نقف بجانبهم إذ تم تعيين جزء منهم لدينا وسعينا لبعضهم في دوائر أخرى، وبالأساس هناك سياسة حكومة بهذه المسألة، والدستور السوري الذي تم الاستفتاء عليه في عام 2012 ينص على أن الدولة تكفل ذوي الشهداء. الشهادة لم ينص عليها في دستور 1973 ولكن القائد الخالد حافظ الأسد هو الذي كرس عرف رعاية أبناء وبنات الشهداء، وهذا التكريس تحول في دستور 2012 إلى قاعدة دستورية وأصبحت الدولة ملزمة بكفالة ذوي الشهداء.

تكريم شهداء الإعلام أمر مهم وحق لأي شهيد علينا، ولكن أنا مع تأمين شهداء الإعلام من خلال تأمين ذويهم بتوفير مصادر رزق تتيح لعائلات الشهداء دخلاً ثابتاً كتوظيف أحد أفراد أسرته، وأيضاً لدينا جرحى الإعلام، فهناك بعض الإعلاميين الذي تعرضوا أثناء عملهم وتغطيتهم للأحداث لإصابات كالإعلامي عبد اللـه طبرة، وحيدر رزوق مراسل شام إف إم، وخالد الدنف وغيرهم، إذ يجب العمل على تأمينهم صحياً وتأمين أعمال لهم ولذويهم.

«سيريتل» ضمت أسر شهداء الإعلام لبرنامج سيريتل لدعم أسر شهداء الجيش والقوات المسلحة، ماذا تدعو المؤسسات الخاصة بهذا الموضوع؟

للحقيقة شركة «سيريتل» لم تقصر في المرحلة الماضية وخاصة فيما يتعلق بملف الشهداء وذويهم وهذا يسجل لها، وبالتالي أعتقد أن المسألة تتعلق فقط بطريقة تنظيم الموضوع لتحويله لمؤسسة تؤمن وظائف وورشات عمل ومبادرات مستديمة.

أدعو كل المؤسسات الخاصة القادرة والتي تمتلك الإمكانات أن تسلك سلوكاً منظماً ومؤسساتياً في مسألة دعم الشهداء، وألا يبقى الأمر رهن مبادرات مؤقتة أو احتفالية.

اتسم برنامج «سيريتل» بالتنوع إذ شمل كل شرائح المجتمع، ما رأيك بهذا التنوع؟

هذا التنوع جيد وممتاز وأهميته ربما ليست واضحة اليوم ولكن بعد وقت سنلمسها، وهذه الأهمية لا تكمن بأنها شملت ذوي الشهداء من جميع الأعمار فقط بل بتنوع مصادر وطبيعة الدخل، كما أن هذه المشاريع عملياً أكثرها ينفق في الريف إذ أكثر شهدائنا هم من الأرياف، أي إن ذلك يساهم بشكل غير مباشر بعملية تنمية الأرياف، على سبيل المثال ضيعة ليس فيها ورشة خياطة نقيم فيها ورشة، ففي العمل الجماعي فائدة أكبر، وهذه الورشات والمصانع هي التي تؤمن الشهداء وذويهم كما تؤمن معهم شرائح أخرى بحاجة إلى عمل، ما يشكل نهضة تنموية.

برأيك، ما يجري، هل أفاد في كشف تجليات المؤامرة العربية لدى الشارع الفلسطيني؟

بتقديري الشارع العربي أي النخب السياسية والاجتماعية واع تماماً بحجم وشكل المؤامرة وعناصرها وتداعياتها ومكوناتها، ربما عموم الشارع العربي احتاج إلى وقت حتى يكتشف ويعني ذلك أن إسرائيل التي تدعم الإرهابيين في سورية تعتدي على الشعب والمقاومة الفلسطينية، وبالتالي هذه إحدى التجليات، وهذا يعني أن هؤلاء الإرهابيين هم عملاء وأُجراء لإسرائيل والذي يدعم بالمحصلة هو السعودي والقطري والمال الخليجي.

وبكل الأحوال التفاؤل المنهجي إذا صح التعبير أو التفاؤل الثوري هو الذي يحكم سلوكنا السياسي، والشعب السوري بأغلبيته وأكثريته يعتقد أن الخروج من الحالة العربية الحالية لن يطول.

كيف تقرأ الغد السوري إعلامياً وسياسياً؟

أستند لخطاب السيد الرئيس الأخير، التحولات في سورية والمنطقة العربية والعالم تؤشر إلى أن العدوان على سورية يسقط ويتداعى وبالتالي الانتصار السوري على العدوان حتمي والمسألة مسألة وقت فقط.

دمشق - صحيفة الوطن 

 

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=10&id=10835