وسط توتر وانفلات أمني كبيرأكدت مصادرأمنية اختطاف نائب رئيس المخابرات الليبية مصطفى نوح أمس الأحد، من قبل مسلحين مجهولين وهو يغادر مطار طرابلس الدولي عائداً من تركيا.

وكانت قناة الأحرار الليبية الخاصة أعلنت عن خطف نوح نقلاً عن مصادر متطابقة، فيما أكد مصدر في المخابرات الليبية "اختفاء" المسؤول في اتصال مع وكالة فرانس برس. 

ويأتي خطف نوح المتحدر من مصراته على خلفية توترات بين مجموعات مسلحة من مصراتة وطرابلس غداة مواجهات دامية بين المجموعتين .
وكان العقيد مصطفى نوح يشغل منصب المنسق العسكري لائتلاف17 شباط بالعاصمة طرابلس، كما كان عضواً في المجلس العسكري بطرابلس.

من جهة أخرى نفذ سكان العاصمة طرابلس عصياناً مدنياً دعا إليه المجلس المحلي للمدينة احتجاجاً على مقتل 44 متظاهراً وجرح 461 آخرين برصاص مسلحين من مدينة مصراته بمنطقة غرغور يوم الجمعة الماضي، وخلت شوارع العاصمة ووسطها من المارة فيما شوهدت أعداد قليلة من السيارات تتحرك، كما أقفلت المدارس والمصارف ومعظم المؤسسات الحكومية والمحال التجارية باستثناء تلك التي تقدم خدمات يومية للسكان مثل الصيدليات والمخابز .
كما أعلنت هيئة دعم وتشجيع الصحافة الليبية أمس، عن احتجاب الصحف الصادرة عنها لمدة 3 أيام حداداً على أرواح شهداء مظاهرة طرابلس الذين سقطوا أثناء تعبيرهم سلمياً عن موقفهم من التشكيلات والمظاهر المسلحة الموجودة بالعاصمة. 
واعتبرت حنان صالح ممثلة هيومن رايتس ووتش في ليبيا أن "أحداث هذه الأيام الأخيرة، تظهر اتساع الممارسات غير المسؤولة للميليشيا، وعجز الحكومة عن السيطرة عليها".

وبعد أن أعربت عن الأسف لإفلات هذه الميليشيا من العقاب بسبب الخلل في الجهاز القضائي الليبي منذ 2011 رأت صالح أن "الأولوية بالنسبة للسلطات الآن هي السيطرة على هذه المجموعات المتمردة ونزع سلاحها، ومحاسبتها على الجرائم المقترفة، وإلا فهناك خطر حقيقي لتصاعد العنف".

من جهتها قالت وزارة الدفاع الليبية مساء أمس إن كافة المباني والمساحات في منطقة غرغور التي كانت كتائب من مدينة مصراته تتخذها مقاراً لها تسلمها الجيش، وحذرت المواطنين من الاقتراب منها .

وأشارت الوزارة في بيان لها أن كتائب مصراته انسحبت من المباني" حفاظاً على اللحمة الوطنية وتمكين جهات الاختصاص من مباشرة التحقيقات في جمعة طرابلس الدامية ".

هذا وكان منتسبو كتائب مصراته أقدموا على فتح النارعلى مئات المتظاهرين السلميين أمام هذه المقرات والذين كانوا يطالبون برحيل كافة الكتائب المسلحة عن العاصمة.