العالم العربي

غزة صناعة "ديستوبيا" العصر الحالي


الإعلام تايم

"ديستوبيا" مكان خيالي يعيش فيه الناس بتعاسة وخوف، حيث لا يعاملون بعدل، مستقبل يُعامل الناس فيه بتجرد من الإنسانية، عالم يشبه الكابوس يتسم بالبؤس والخراب والظلم والأمراض والاكتظاظ، مكان لا تستطيع رؤيته إلا في الروايات.

هذه مقدمة لمقال نشره موقع هنفغتون بوست الإلكتروني، بعنوان "غزة:. صناعة "ديستوبيا" عصرنا الحالي، سلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ليس تحت القصف فقط وإنما تحت الحصار أيضاً المفروض من سلطات الاحتلال الصهيونية منذ 8 سنوات.

وقال لموقع في مقاله إن "أكثر روايات "ديستوبيا" المفجعة في عصرنا ليست خيالاً. بل حقيقة يعيشها أناس حقيقيون.. إنها غزة.. أكثر مكان مأساوي للعيش فيه على الأرض".

وأضاف "في الوقت الذي يحارب فيه بعض الناس في العالم الفقر أو العنف أو الظلم أو الخوف أو الجوع أو نقص الرعاية الصحية أو تكبيل حرية الحركة أو السجن أو البطالة المتفشية أو المراقبة المستمرة أو انعدام الأمن أو نقص الأساسيات أو اليأس أو التعليم الضعيف أو العزل القسري أو تجاهل حقوقهم الإنسانية أو حسرة فقدان من يحبون، في غزة أكثر من 1,8 مليون شخص يحاربون كل ذلك يومياً.. على مرأى من مجتمع دولي غير مبالٍ إلى حد كبير".

وتابع الموقع"نساء وأطفال ورضع وكبار بالسن وذوو احتياجات خاصة وأبرياء، منذ ثمانية سنوات يحاربون ذلك الظلم كل يوم تحت حصار اسرائيلي، يكافحون للعيش ولا يعيشون".

وفي وصف حالة سكان غزة قال كاتب المقال "من المستحيل أن تدرك المأساة التي يتحملها أهل غزة ما لم تعش الحصار الخانق والهجمات يوماً بعد يوم..وتعجز الكلمات عن وصف معاناتهم وأحوالهم..

تخيل أن يحتاج طفلك رعاية صحية طارئة لا تستطيع عيادات غزة أن توفرها وتنشئة أطفال دون توفر الماء، وسط تسرب الصرف الصحي، وانقطاع الكهرباء لما يزيد عن 12 ساعة يومياً، أو الاعتماد على الطرود الغذائية من الأونروا لتبقى عائلتك على قيد الحياة.

والآن، تخيل أن الناس في غزة يعيشون إضافة إلى كل ذلك تحت قصف يومي.

أكثر من ربع الذين استشهدوا في الأسبوعين الماضيين .. أطفال … مائة وواحد وستون طفلاً. المئات غيرهم أصيبوا وتيتموا. عشرات الالاف من العائلات تشتت.

تخيل وبينما تجلس مع عائلتك حول مائدة الطعام تُعطى دقائق لتخلي منزلك قبل أن يقصفوه.. صواريخ تسوي منزلك بالأرض. صور لا تعوض لأجدادك، ذهبت، رسومات لأبنائك عندما كانوا صغاراً.. دُمرت، أوراقك الرسمية.. فقدت تاريخك الشخصي.

تخيل محاولة إنقاذ أرواح في مستشفى أجهزته متآكلة وبالكاد تتوفر فيه الأدوية والمستلزمات الطبية، أن يلتصق حذاؤك بالدم الذي على الأرض، وبعدها … يقصف المستشفى".

وقال كاتب المقال إن مطالب سكان غزة ليست خيالية حتى تقابلهم سلطات الاحتلال بهذا العنف والوحشية التي لم يشهد التاريخ مثلها، فما يريده أهل غزة هو ما يريده كل واحد منا، فرصة لعيش حياة طبيعية بكرامة وأمان، وبناء مستقبل يمكن لأبنائهم أن يزدهروا به، يحلموا ويحققوا إمكانياتهم.. ويجب أن يُسمح لهم بذلك.

وعن الحل في القطاع المحاصر والذي يعاني القصف الهمجي ذكر الموقع نقلاً عن الكاتب"  يجب أن يتم وقف إطلاق النار، لكنه ليس الحل الوحيد، لا يمكن أن نسمح بالعودة الى الوضع السابق الجهنمي: معركة يومية للبقاء على قيد الحياة، يجب وبسرعة أن يتبع وقف إطلاق النار جهد عالمي حقيقي لإعادة الحياة لظلال غزة، فتح الحواجز، مراعاة الحقوق، ضمان الحرية، إصلاح البنى التحتية، إعادة الحركة التجارية، تجهيز المدارس، ترميم المستشفيات… على الجروح أن تُشفى وعلى الأمل أن يُزهر.

وختم الكاتب بقوله "هل سنقف متفرجين بينما تتعزز أساسات "ديستوبيا" عصرنا أمام أعيننا؟ أم ستوحدنا إنسانيتنا المشتركة وتدفعنا للعمل لإنقاذ أهل غزة؟..في إنقاذنا لهم، إنقاذ لإنسانيتنا."

صحيفة العرب اليوم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=10778