الإعلام تايم || باسم بدران
واصل مانشستر سيتي الضغط على أرسنال في بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز بعد ان تخطى عقبة كبيرة تمثلت بمنافسه على الألقاب في الأعوام الأخيرة، فريق ليفربول، رغم تأخره بهدف في الدقيقة 17 على ملعبه الاتحاد، حمل توقيع المصري محمد صلاح الذي بات أول لاعب من ليفربول يسجل في أربع مباريات مختلفة ضد نفس الخصم في موسم واحد منذ ان فعلها إيان راش في خمسة لقاءات ضد إيفرتون في موسم 86-87.
ونجح السيتي في قلب المعطيات والخروج فائزاً بأربعة أهداف لهدف، ليسجل انتصاره الرابع على التوالي في بطولة الدوري للمرة الأولى هذا الموسم، رغم غياب هدافه النرويجي إيرلينغ هالاند (بداعي الإصابة) وليحافظ على فارق النقاط الثماني مع فريق المدفعجية الذي لعب مباراة زيادة، وليصل الفريق السماوي إلى فوزه الـ100 داخل القواعد تحت قيادة مدربه بيب غوارديولا الذي بات أسرع مدرب يبلغ هذه العتبة في تاريخ البريمرليغ، وذلك من خلال 128 مباراة مقابل 16 تعادلاً و12 هزيمة، ليكسر رقم مدرب أرسنال الأسبق آرسين فينغر الذي احتاج إلى 139 مباراة.
وبات غوارديولا أول مدرب يهزم الألماني يورغن كلوب في عشر مباريات على مدار مشوار الأخير التدريبي، حيث سبق له الفوز عليه ست مرات كمدرب لمانشستر سيتي وأربع مرات كمدير فني في بايرن ميونيخ حين كان كلوب مدرباً لبوروسيا دورتموند.
ولم يبد أن مان سيتي يعاني من أي مشكلة رغم غياب هالاند الذي سجل 42 هدفاً في 37 مباراة خاضها خلال الموسم الحالي، إضافة إلى خمس تمريرات حاسمة. إذ تمكن السيتزنز من إدراك التعادل مع ليفربول خلال شوط المباراة الأول عن طريق الأرجنتيني جوليان آلفاريز الذي شارك كأساسي للمرة الرابعة هذا الموسم، علماً انه سجل في كل هذه المباريات، قبل ان يسجل البلجيكي كيفن دي بروين هدف التقدم بعد 53 ثانية فقط عقب استراحة ما بين الشوطين، ليكون هذا أسرع هدف يتلقاه ليفربول في الشوط الثاني منذ ان سجل سيلفيان ديستين بعد 40 ثانية لصالح إيفرتون في كانون الثاني 2011..
هدف دي بروين حمل الرقم 62 له في البريمرليغ في 236 مباراة، معادلاً رقم الإيفواري يايا توريه أسطورة مان سيتي السابق والذي سجل نفس عدد الأهداف ولكن في 230 مباراة.
ورغم أن الجزائري رياض محرز لم يسجل أي هدف في اللقاء إلا أنه مرر كرة حاسمة هي السابعة له هذا الموسم، ليعتلي بشكل رسمي صدارة أكثر لاعبي القارة السمراء تمريراً للكرات الحاسمة في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، بعدما وصل إلى 56 تمريرة متفوقاً على الإيفواري ديدييه دروغبا نجم تشلسي الأسبق.
بالمقابل فقد زادت الخسارة من أوجاع ليفربول في الموسم الحالي، وتحديداً منذ مطلع العام 2023 الذي شهد انهياره بشكل كبير بعد أن خسر ليفربول خمساً من مبارياته العشر التي خاضها في بطولة الدوري منذ رأس السنة، وهو رقم أكثر من كل الخسارات التي تكبدها في العام 2022 عندما تعرض لأربع هزائم فقط.
الهزيمة من مانشستر سيتي هي التاسعة لليفربول في بطولة الدوري هذا الموسم، وهو ثاني أسوأ سجل للفريق في عهد مدربه الألماني يورغن كلوب بالتساوي مع موسم 2018-2019 والأسوأ منذ ان تلقى عشرة هزائم في موسم 2015-2016.
وشهد العام 2023 انهيار ليفربول على نحو غريب، إذ خاض 16 مباراة منذ مطلع العام فخسر نصف هذه المباريات، خمس منها في الدوري الإنكليزي امام برينتفورد 1-3 وأمام برايتون 0-3 وامام وولفرهامبتون (0-3) وأمام بورنموث (0-1) وأخيراً امام السيتي (1-4)..
وفي دوري الأبطال خسر الريدز أمام ريال مدريد مرتين في الدور ثمن النهائي (5-2 و0-1).. كما خسر أمام برايتون (1-2) في دور الـ32 في كأس الاتحاد الإنكليزي.
وحقق ليفربول خمسة انتصارات فقط في العام الحالي، كان أبرزها الانتصار التاريخي بسباعية نظيفة على حساب اليونايتد.. إضافة إلى ثلاثة تعادلات.
وعلى الرغم من أن المصري محمد صلاح سجل 23 هدفاً في كافة البطولات هذا الموسم، منها ثمانية في دوري الأبطال وهدف في كأس الاتحاد، ومثله في كأس الرابطة وآخر في كأس الرابطة، إلا أن أهداف صلاح لم تكن كافية لتحسين وضعية الفريق في الموسم الحالي، علماً انه عادل رقم روبي فاولر كأكثر لاعب يسجل اهدافاً بالقدم اليسرى في حقبة البريمرليغ بـ105 أهداف.
وبعد هذه الهزيمة ومع خروج الريدز من كل المسابقات، تعقدت مهمة الفريق في احتلال مركز مؤهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل، حيث بات في المركز الثامن برصيد 42 نقطة وبفارق 7 نقاط عن توتنهام الذي لعب مباراة زيادة.
المنافسة على لقب بطولة الدوري الإنكليزي اتخذت منعطفاً مهماً بعد فوز مانشستر سيتي على ليفربول، إذ ان أرسنال الذي نجح في تحقيق انتصاره السابع توالياً، مستفيداً من العودة القوية لنجمه البرازيلي غابرييل جيسوس، والساعي لإنهاء صيامه عن الألقاب منذ 19 عاماً، كان ينتظر تعثر منافسه امام الريدز ليقترب خطوة إضافية من تحقيق حلمه، إذ أنه يدرك أن الجرح الذي خرج به ليفربول من ملعب الاتحاد لن يصب في مصلحته عندما يحل الفريق اللندني ضيفاً على الريدز في ملعب أنفيلد رود خلال الجولة المقبلة، وهي موقعة لا يستطيع فريق المدفعجية التفريط بنقاطها، خاصة وانه لعب مباراة زيادة عن السيتزنز، الأمر الذي يعني أن خسارة نقاط المباراة أمام ليفربول قد تخرج الأمور من دائرة السيطرة سيما وأنه سيواجه مانشستر سيتي في ملعب الاتحاد في السادس والعشرين من الشهر الحالي، وهي المباراة التي يأمل من خلالها رجال المدرب بيب غوارديولا انتزاع صدارة الترتيب وتكرار السيناريو الذي عاشه أرسنال قبل نحو 15 عاماً عندما كان يتقدم على مانشستر يونايتد بفارق خمس نقاط قبل ان يخسر لقب الدوري بفارق أربع نقاط.
وبالنظر إلى المباريات المتبقية لكلا الفريقين فإن الأمور قد لا تصب في مصلحة الفريق اللندني الذي يحتاج للخروج سالماً من مطب آخر في ملعب سانت جيمس بارك عندما يحل ضيفاً على نيوكاسل الساعي بدوره لحجز مكان له بين الأربعة الكبار، علماً ان كلاً من مانشستر سيتي وأرسنال سيستقبلان تشلسي في ميدانهما.
لكن النقطة الإيجابية التي لربما تصب في مصلحة لاعبي المدرب ميكايل أرتيتا هو أن أرسنال يصارع على جبهة واحدة فقط، وتبقت له تسع مباريات فقط، تعد بمثابة مباريات نهائية للوصول إلى هدفه وتحقيق لقبه الرابع عشر في بطولة الدوري، في حين أن مانشستر سيتي لديه روزنامة مزدحمة إذ لا زال متواجداً في مسابقة كأس الاتحاد الإنكليزي حيث يواجه شيفيلد يونايتد في نصف النهائي، إضافة إلى مسابقة دوري الأبطال التي تمثل هاجساً لغوارديولا وملاك النادي على حد سواء، وفيها تنتظره مواجهة كبيرة امام بايرن ميونيخ الألماني في الدور ربع النهائي من المسابقة، على أن يواجه الفائز من موقعة ريال مدريد وتشلسي في نصف النهائي إذا ما عبر عقبة عملاق بافاريا..