الاعلام تايم _ نسرين ترك
لطالما كانت أيام معرض دمشق الدولي بما تحمله من أجواء وخصوصية كرنفالاً دولياً يشارك به القاصي والداني.. والذي كان يُقام سنوياً على أرض مدينة دمشق.
ويُعد معرض دمشق الدولي من أهم الاحتفاليات العربية والعالمية في الشرق الأوسط.. زواره والمشاركون فيه بالملايين، يُحضّر له أهل الشام سنوياً ويعتبرونه طقساً من طقوس حياتهم السنوية.. وعيداً من أعيادهم..
خاصة عندما كان يُقام على أرض المعرض في قلب دمشق والذي كان يشغل منذ تأسيسه قديماً موقعاً مهماً حتى عام 2002، ممتداً من جسر فيكتوريا ومتحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى، حيث يتكون من مجموعة مشاركات اقتصادية وتجارية وطنية ودولية من دول الشرق والغرب محاطة بساحات خضراء ومجسمات ونوافير جميلة، ولطالما كان يزهو مسرحه بكبار المطربين العرب الذي ارتبط اسمهم بالمعرض.
وبعد انقطاع دام 5 سنوات بما حملته الحرب من دمار، يعود "معرض دمشق الدولي" هذا العام لينطلق بدورته التاسعة والخمسين والتي ستقام في الفترة من الـ17 ولغاية الـ26 من شهر آب القادم، في مدينة المعارض الجديدة على طريق مطار دمشق..
شكّل "معرض دمشق الدولي" منذ تأسيسه منفذاً حيوياً وقاعدة للالتقاء وتبادل العلوم والمنتجات والابتكارات التقنية بين الدول، إضافة إلى دوره الأساسي في التعريف بالمنتجات السورية وتسويقها وتصديرها، ومن جهة أخرى ساهم على مر السنوات بالتعريف بالتاجر والصناعي السوري على الصعيد الداخلي والخارجي فكان عاملاً مهماً في تقوية الروابط الاقتصادية بين سورية والعالم.
وعلى المستوى الاجتماعي كان ملتقى للعائلة السورية وطقساً سنوياً من طقوسها، فمن منا لم يزر مع والديه أو أبنائه أو إخوته وحتى أصدقائه المعرض، بالإضافة إلى حضور عروض فنية وغنائية ومسرحية ومسابقات وأعمال نحتية وغيرها من الأنشطة للكبار والصغار، فكان بمثابة موعد منتظر للعائلات السورية والشركات العربية والأجنبية.
تستعد "إيمان" وهي من سكان العاصمة دمشق لارتياد المعرض هذا العام، وتروي بحماس ذكرياتها في سنوات ما قبل الحرب: "قبل انطلاق المعرض بشهر تقريباً، كنت أنا وعائلتي نحضّر الطعام واللباس الخاص لحضور فعاليات المعرض، كان كرنفالاً رائعاً.. لا أنسى تلك الأيام، أيام المعرض وفعالياته محفورة في ذهن كل سوري وعربي، حضر وشاهد، كان الأطفال يلعبون والأهالي يلتقون وكأنه يوم من أيام العيد"..
"إيمان" كالكثير من السوريين ممن يتشوقون لاستعادة أيام وذكريات ما قبل الحرب .. علّ عودة المعرض هذا العام تحمل معها الفرح والسلام والانفتاح الاقتصادي..