الاعلام تايم _ نسرين ترك
إيماناً برسالة الفن ودوره المتعاظم جاء معرض سورية الدولي للكاريكاتور تكريماً لروح الفنان ممتاز البحرة، الفنان السوري الذي رافق طفولتنا بفنه، فهو من حفر بالصورة في أروقة التاريخ الفنّي أيقونة راسخة بروح الطفولة.
الفنان ممتاز البحرة صديق كل طفل سوري من خلال الشخصيات التي كان يرسمها والتي ترسخت في ذاكرتنا، وله بصمات رائعة من خلال تأسيسه لمجلة أسامة وسامي والطليعي، ولوحاته الزيتية.
وزير الاعلام محمد رامز ترجمان في مهرجان لمسابقة فن الكاريكاتور، أشار الى خلود هذا الفن، معتبراً منه أحد أهم المنابر الإعلامية بسبب سرعة وصول وتأثير رسالته لأنها تتعامل مع الواقع بطريقة غير مباشرة وهذا ما يُريح المتلقي.
ومن دار الأوبرا في قلب العاصمة دمشق، افتتح الوزير ترجمان، معرض سورية الدولي الثالث عشر لفن الكاريكاتور، دورة الفنان الراحل "ممتاز البحرة".
مدير المسابقة وصاحب الفكرة الفنان رائد خليل، أشار إلى أن التحضر لهذا المشروع تم قبل رحيل الفنان البحرة بـ4 أشهر إلا أن يد القدر كانت أسرع باقتطاف هذه الوردة الدمشقية، وقال في لقاء خاص على هامش المعرض للإعلام تايم: تربينا على أعماله منذ الطفولة عبر أجيال تناقلت هذا الموروث الفني بهذه الإيقاعات النثرية الجميلة لذلك فهي راسخة في عقل كل من رأى هذه الرسوم، وحمل هاجس الطفولة، مشيراً إلى أن الترويج له عالمياً كانت خلا 4 أشهر بشكل مكثف للتعريف بهذه القامة السورية الكبيرة، وفي جزء آخر من المعرض تم ترك الحرية للفنانين للتعبير عن الحالات التي أرادوها فلا يحكم بموضوع معين.
وحول دور هذا النوع من الفن خلال سنوات الحرب قالت الاعلامية ديانا جبور على هامش المعرض أن: أي معلومة تمر عبر القلب إلى العقل تكون أكثر رسوخاً وديمومة، وبهذا الإطار يكون الحدث الذي يقدم عبر الكاريكاتور مؤهل ليكون نسبة المتلقين له أكبر وأكثر استجابة للموضوع الذي تناوله، وأعتقد أننا في الحرب على سورية احتجنا إلى فسحة السخرية لأننا وبلحظة ما نكتشف أنها وسيلة للمقاومة ولازدراء وجهة نظر أُخرى ممكن لا يُرد عليها بالدحض المنطقي فهي كانت وسيلة إثبات وجود.
من جانبه بيّن عضو لجنة التحكيم في المعرض "سعد القاسم" أن المعرض جمع أعمال أكثر من 80 رسام بالعالم، تم تعريفهم بالفنان البحرة كأحد رواد رسم الكاريكاتور في سورية والرسم الصحفي والرسوم الإيضاحية للكتب المدرسية، وهم بدورهم تابعوا أعماله وشخصه لتقديم جوهر هذا الفنان، حيث اختلف شكله تبعاً لجنسية كل رسام وهو ما أعطى غنىً أكثر لفن هو بطبيعته عالمي.. وأشار إلى أن هذا التكريم يُسجل لصالح المعرض الحالي ويؤكد من خلاله أن مسؤوليتنا أن نحافظ على إرثنا الثقافي وأسماء مبدعينا، إضافة إلى التنوع الذي شمله المعرض هذا العام ليكون الأعلى مستوى من بين المعارض.
ويبقى الفنان البحرة رمزاً راسخاً بأعماله، وتبقى سورية المنهل والمنبر الذي يصّدر الفن الأصيل بأبهى صوره ويطلقه إلى العالم.