هو الصندوق الانتخابي في تركيا يفتح الاقتراع على المفاجآت والمناقصات السياسية ما بين الأطراف المتنافسة والخارجية أيضاً، فهذه الانتخابات الرئاسية هي انتخابات بأوراق السياسة الخارجية لأنقرة وبهلوانية لعب الخصوم على الإيحاءات بالنيات لتصفير المشكلات مع الجيران والإقليم والدول أكثر، لأن الناخب التركي هو من تأثر عبر عقد من الزمن بأخطاء السياسة التركية التي سعت أن تعيد طربوشها العثماني فوق رأس تركي متصدع بالمشاكل الداخلية..
بالأمس تقدم أردوغان بالنقاط على خصومه ولكن قدمه لم تطل العتبة الانتخابية للفوز فهرع وزيرا الخارجية والداخلية إلى مناطق الاحتلال التركية في سورية يفتتحان مشاريع تركية لضمان عودة اللاجئين السوريين ويعلنان تهيئة الظروف بأموال قطرية والهدف هنا أنها ليست من الجيب التركي ولاتثقل الاقتصاد بل تفسح المجال لعودة القطري إلى المشهد داخلياً.. فالرسائل واضحة للعيان فهي ليست ليطمئن اللاجئ بل لدفع الناخب التركي إلى صندوق اقتراع أردوغان ووضع ورقته باطمئنان وضمان أن الأزمة الاقتصادية إلى زوال بعد فوز أردوغان.. فمشكلة اللاجئين التي تقلق الداخل التركي ستحل بسحر عودة الرئيس التركي مرة أخرى وبسرعة قصوى هكذا هي الأجندات الانتخابية لاتحسب في لحظات الحسم كل الحسابات بل تؤجل التفاصيل الجوهرية إلى مابعد النتائج الانتخابية على الرغم من أن دمشق تطالب علنا بخروج المحتل التركي وليس بافتتاح شريط حريري لمشاريع عثمانية داخل الأراضي السورية وقد تعي أنقرة ذلك لكن أردوغان مضطر لحركة البهلوان ودفع الناخب التركي لحسم المعركة الآن ولا يهمه في الغد السياسي.. ماذا يحدث والأكثر من ذلك..
وزير الخارجية التركي لايلتزم بالصمت الانتخابي بل يخرج ليتحدث عن جولة رباعية جديدة بين روسيا وسورية وإيران وتركيا على مستوى نواب وزراء الخارجية ولاينتظر عدة ساعات لتحسم نتائج الانتخابات وهي دعاية انتخابية أخرى تضع الناخب التركي في حدث افتراضي بأن أردوغان نجح ولاشيء تغير…
قد يفوز أردوغان بالانتخابات لكنه فشل في إثبات نجاح سياساته عبر السنوات التي مرت وخاصة الخارجية والدليل هو قلب تلك السياسة في برنامجه الانتخابي والهروله لمحاولة مصافحة الجيران في سورية وفي المنطقة العربية وفتح حفلات المصالحات والقبلات حتى ولو كانت بشفاه يهودا العثماني