الإعلام تايم - الوطن العًمانية
لسنوات خلت، كانت "إسرائيل" وكيل الولايات المتحدة والغرب عموماً في المنطقة، وكثيراً ما أطلق عليها كلمة "شرطي" .. علماً أنها لم تكن تخطو خطوة إلا من خلال أميركا ورأيها ومفهومها وخططها أيضاً.
كبرت "إسرائيل" على هذا الدور، تقدمت لتأخذ دوراً أكبر لكنها لم تتخل عن الرأي الأميركي أولاً وأخيراً.. فإذا بها مثلاً في تطورات المنطقة العربية من الأسس التي ساهمت في إشكالياتها، وخصوصا في سورية والعراق .. صحيحة التبعية الإسرائيلية للولايات المتحدة، لكنها في النهاية تطمح إلى الاستقلالية وهذا ما لا يمكنها تحقيقه في ظروفها في منطقة قلقة.
اليوم ثمة تغيير في واقع المنطقة، وخصوصاً في الحرب على سورية التي أسقطت كل أشكال التآمر عليها، مما دفع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى الاعتراف في خطابه الأخير "أن الحرب مع الوكلاء انتهت لكنها قد تبدأ مع الأصلاء" .. جملة جوهرية لطبيعة النقلة التي ستحدث، وهي لب التراكمات التي عاشها الأصلاء وهم "إسرائيل" طبعا ليس كلاعب أو وكيل في الحرب على سورية، وأميركا وبعض العرب .. بما يعني أن ثمة واقعاً متفجراً قد ينتقل إلى مكان آخر، إضافة إلى ما قد يستجد على الواقع السوري من تطورات ضد الوجود المحتل على أرض سورية.
من نقطة مهمة يمكن ملاحظة هذا التطور، حين تم منح نتنياهو وليبرمان ما يرونه مناسباً من اتخاذ مواقف، سواء في الحرب أو السلم، بالطبع "إسرائيل" لا تملك مشروع سلام سوى المزيد من الحروب.
فإذا أضفنا جملة السيد نصرالله، نكون أمام تنبه لما قد يتطور سريعاً من حرب، قد تتدحرج لتأخذ طابعا أوسع .. إذ ليست التهديدات المتبادلة بين إيران و"إسرائيل" عبثية وهي التي أدت إلى القرار "الإسرائيلي" الداخلي في ما يخص نتنياهو وليبرمان، والتي في طياتها تختبئ سنياريوهات "إسرائيلية"، لن تكون غريبة على واقع المنطقة، وخصوصاً لبنان، حيث تقول المعلومات إن حزب الله باشر منذ وقت بسحب قواته من النخبة لتعود إلى موقعها في جنوب لبنان، حيث تقول شتى التوقعات، إن المعركة فيما لو حصلت، قد تكون شرارتها الأولى بين حزب الله وإسرائيل.
فهل نحن بالفعل أمام خطوات متقدمة نحو التفجير؟ وهل يقود الرئيس الأميركي ترامب الواقع هذا إثر انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، إلى ذلك الانفجار، والعالم كله ينتظر الثاني عشر من مايو الحالي حيث من المتوقع أن يكون خطابه ناريا إزاء إيران وتحديد موقفه ذاك؟
ولأني لا أثق كثيراً بآراء الكثير من المحللين، إلا أن بعضهم يميل إلى الاعتقاد بانسحاب ترامب من الاتفاق، فيما يؤكد آخرون بقاءه .. وفي الحالة الأولى، قد لا تقف أوروبا إلى جانبه في هذا الموقف.
الشرق الأوسط المضطرب والقلق، يعيش إذاَ احتمالات التفجير في أية لحظة .. والأصلاء الذين قصدهم نصرالله في خطابه، بدأت تظهر عليهم علامات الاستعداد لخوض الحرب مباشرة، وهم يعرفون ماذا ينتظرهم، وما طبيعة المعركة التي قد تشكل أهم الحروب وأكثرها تأثيرا في تطورات ما بعدها، إذ لن تكون هذه الحرب فيما لو وقعت، سوى تمهيد لواقع سياسي جديد.
فهل يحتاج الواقع السوري المعلق إلى تطور كبير يؤثر عليه ويغير من تفاصيله، بأن يصبح أكثر قرباً من الحل النهائي أو أن ينفجر أكثر(؟)