كتب محمد كنايسي مقالاً في صحيفة البعث تحت عنوان "الاتفاق النووي وأزمات المنطقة" أشار فيه: إلى أن الصراع الدائر في المنطقة أوسع وأعقد من أن يُختصر في ملف إيران النووي.
قال الكاتب : ثمة مايبدو، للوهلة الأولى، تناقضاً في السياسة الأمريكية، فهي، من جهة، مصممة على التوصل الى اتفاق نووي مع إيران، ومن جهة أخرى، تستمر في مواقفها العدائية من حلفاء طهران في محور المقاومة، ولاسيما سورية، التي بات واضحاً أن تسليح «المعارضة المعتدلة» بزعم محاربة داعش ليس سوى الحلقة الجديدة في مسلسل الاستهداف الأمريكي لدولتها الوطنية.
وأضاف.. لكن هذا التناقض ليس عصياً على التفسير بالنظر الى ثلاثة اعتبارات على الأقل، أولها أن الصراع الدائر في المنطقة أوسع وأعقد من أن يُختصر في ملف إيران النووي, وبالتالي فإن الاعتقاد بأن حل هذا الملف سيؤدي آلياً إلى حل أزمات المنطقة ولاسيما الأزمة السورية، هو اعتقاد بعيد عن الصواب وثالثها أن الولايات المتحدة لم تسلك طريق المفاوضات مع إيران إلاّ بعد أن فرضت هذه الأخيرة نفسها بإمكانياتها الذاتية، وأصبحت قوة إقليمية ودولية, وهذا ليس شأن العرب المنقسمين والضعفاء، الذين يدور معظم حكامهم في الفلك الأمريكي.
وأوضح أن أن تَغيّر السياسة الأمريكية في المنطقة لن يتم، إذا تم، إلاّ بعد إبرام الاتفاق النهائي مع إيران وليس قبل ذلك, لقد أصبح إبرام الاتفاق النووي، كما تؤكد آخر الأخبار ذات الصلة، مسألة وقت, ولا شك أنه سينطوي على فائدة كبرى لمحور المقاومة، ويعزز موقع سورية السياسي في مواجهة أعدائها, لكن معركتها مع الإرهاب التكفيري الذي تقف وراءه الامبريالية والصهيونية والعثمانية الجديدة والرجعية العربية، مستمرة، وليس لها من خيار سوى خيار الانتصار فيها بقوة تلاحم شعبها وجيشها وقيادتها.