كتب د. خيام الزعبي في صحيفة المنار مقالاً تحت عنوان " تركيا والرقص على حافة الهاوية" أكد فيه أن تركيا أصبحت على حافة الهاوية فالدور السلبي لأردوغان في سورية، لم ولن يكون في صالحها.
في محاولة لتفتيت سورية، تكاتفت تركيا، مع حلفائها في الغرب، من خلال دعمها للمجموعات التكفيرية وعلى رأسها "داعش" الى درجة التحالف المعلن والتدخل مباشرة في الحرب على سورية، ومنذ بداية ما يسمى بالربيع العربي ، أرادت تركيا إحياء عثمانيتها من جديد من خلال التدخل في شؤون سورية، وأصبحت ممراً آمنا لها حيث يدخل من أراضيها أكثر من60بالمئة من الإرهابيين، وكان آخر فصل من تدخلها هو التنسيق لدخول "داعش"الى مناطق الشمال السوري للسيطرة عليها.
عندما نتابع الأحداث في المنطقة وبرؤية تحليلية متجردة نكاد نجزم إن تركيا على حافة الهاوية وذلك لتدخلها في أكثر من بلد عربي لتحافظ على هيمنتها, هذه السياسة المتبعة من قبل تركيا جعلتها تخسر الكثير من قواها إقتصادياً وأصبح شعبها يعيش ظروف صعبة، وهو بأنتظار شرارة ليثور وينتفض بوجه سياستها في التدخل بشؤون المنطقة على حساب منفعة ومصلحة الشعب.
يبدو واضحاً هذه الأيام، أن دمشق قد نجحت في قلب الموازين في الداخل وعلى المستوى الإقليمي والدولي، فبعد زيارة وفد البرلمانيين الفرنسيين لدمشق، وزيارة وزير العدل الأمريكي الأسبق رمزي كلارك لها، استقبلت دمشق وفد تركي يضم نواباً عن أحزاب المعارضة، فكثافة هذه الزيارات، يؤكد أن سورية التي تحارب الإرهاب استطاعت أن تنتقل من دائرة الدفاع عن النفس إلى ساحة الهجوم والتحكم في خيوط اللعبة إقليمياً ودولياً، ففي الوقت الذي كانت تركيا تراهن على إسقاط نظام الأسد وإقامة الجدار العازل مع سورية، نجح محور المقاومة في تحويل هذه المنطقة إلى ساحة قتال مع العدو وهذا بحدّ ذاته شكل انعطافاً كبيراً في مسلسل الحرب على سورية، وبات يتهدد أمن الكيان الصهيوني، وأعتقد أن أحد أهم الأسباب التي جعلت البلدان التي تقود العدوان على سورية، يُعيدون حساباتهم من جديد.
في سياق متصل لقد حرقت أنقرة سفنها مع نظام دمشق تماماً، وما عاد بمقدورها أن تدخل في الملف السوري إلا من بوابة "داعش" و"المعارضة".
مجملاً...ان الدور السلبي لأردوغان في سورية، لم ولن يكون في صالح تركيا، فمن الخطأ تصور أن بإمكان تركيا أن تنعم بالأمن والإستقرار، فيما ألسنة النيران تشتعل في سورية، فالتجربة أثبتت أن الأمن القومي لأي بلد من بلدان المنطقة يرتبط ارتباطاً عضوياً مع أمن الإقليم ، فإذا لم تنهي تركيا تحالفها المصلحي مع "داعش" اليوم، فإن نيران هذا التنظيم سيشعل أنقرة غداً.
د. خيام الزعبي