الاعلام تايم - د. خيرية أحمد
"أنت مجرد خطأ، ليتني لم أنجبك، أسرع و إلا تركتك هنا، لا تبكِ، أنت كاذب، أنت فاشل، أنا لا أحبك...."، جمل أغلب الأطفال سمعها ويسمعها على ألسن والديهم بوعي لمعناها وأثرها أو دون وعي، منهم من غيرت في حياته بشكل سلبي ومنهم من تكيف معها مع عدم الرضا عن إطلاقها، بهذه الجمل تتعامل الأسر مع أبنائها متناسية وغير مدركة ما تعني وما تفعل من ردود وآثار لدى الأبناء حاضراً ومستقبلاً.
الكلام السلبي هو أخطاء يقولها الآباء في حالات الانفعال كنتيجة لبعض التصرفات الصادرة عن الطفل, والتي تعطي حكم سيء على الطفل, فلا تمر تلك العبارات عليه بسهولة كما تمر على الآباء, ولكنها تؤثر بشكل مبالغ فيه على شخصية الطفل وعلى صورته الذاتية، يعتقد الآباء أن تصرفات أبنائهم تستحق التوبيخ والانتقاد, وأنهم بذلك يعلمونهم ما هو الصواب ويقوّمون سلوكهم, ولكن معظم الآباء يجهلون تأثير تلك العبارات على نفسية الأطفال, فهي تحدث اضطرابات نفسية للطفل, وتزيد من فجوة العلاقات في الأسرة, فيجب أن نعرف كيف ننتقي كل لفظ وعبارة نوجهها لأطفالنا, إن كان بالفعل هدفنا هو تقويم السلوك و ليس هدم الشخصية .
فعندما نمنع الطفل عن القيام بشيء ما، ثمّة احتمال أن يرغب في القيام به. أمّا الوالدين فينظُران إليه نظرة تُشعِرهُ بالخوف والإحراج من دون أن يُحاولا تصحيح الوضع.
ولا تتضح له مُعادلة السبب والنتيجة؛ فيظلّ الطفل يرتكب الأخطاء والأمور المرفوضة أكثر فأكثر حتّى يتأقلم مع الخوف والخجل، كما يُعد أسلوب التهديد من الأساليب غير المجدية مع الأطفال بل تؤدي بنتيجة سلبية على الطفل، يمكن استبدال أسلوب التهديد بالتحدث بهدوء معه للوصول لوسيلة فعالة تجعله يتوقف عن فعل ما يزعجك.