الاعلام تايم - ترجمات
تواجه النساء العاملات حالياً الكثير من الضغوط المتعلقة برعاية الأطفال وانعدام الاستقرار الوظيفي.. ومع تزايد تلك الضغوط سادت مخاوف من أن كوفيد-19 قد يطيح بعقود من التقدم، ولكن هل يمكن أن يحفز الوباء التقدم؟
أثبتت دراسات عديدة عن حياة العاملين المتزوجين خلال كوفيد-19 أن القسمة ليست عادلة أبداً وأن معظم العبء لايزال يقع على عاتق النساء.
ووجد باحثون من مجموعة بوستن الاستشارية، في دراسة شملت أكثر من 3000 شخص في الولايات المتحدة وأوروبا، أن الوقت الوسطي الذي تمضيه النساء العاملات في العمل المنزلي يتجاوز الوقت الذي يمضيه شركاؤهن بما يقارب خمس عشرة ساعة.
وفي أستراليا، وجدت دراسة أخرى قامت بها جامعة ملبورن أن النساء يمضين مع أولادهن ثلثي الوقت الوسطي الذي يقضيه الوالدان مع أطفالهم والمقدر بست ساعات.
كما وجد باحثون من جامعات أكسفورد وكامبريدج وزيورخ في دراسات أجريت خلال شهري آذار ونيسان، أن أغلب أعمال رعاية الأطفال والتدريس تقع على عاتق النساء العاملات في المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من رفع الإغلاق في معظم أنحاء العالم، إلا أن الكثير يعتقدون أن فيروس كورونا سيترك أثراً على عمل النساء وحياتهن المنزلية.
وحذرت دراسة للأمم المتحدة من أن الوباء قد يطيح بعقود من التقدم في تحقيق المساواة بين الجنسين.
وقد أجبرت ظروف العمل المتعلقة بانخفاض الرواتب وطبيعة العمل ومهام رعاية الأطفال والمسؤوليات الأسرية وغيرها من الظروف الخارجية الكثير من النساء على ترك وظائفهن مقارنة بالرجال.
ونشر بيو ريسرتش سنتر بحثاً يبين أن 11.5 مليون امرأة في الولايات المتحدة فقدت عملها مقابل 9 مليون رجل.
كما نشر معهد الدراسات الاقتصادية في بريطانيا تقريراً أظهر أن نسبة الأمهات البريطانيات اللواتي فقدن عملهن بشكل مؤقت أو دائم خلال الوباء تزيد على نسبة الرجال الذين فقدوا عملهم بمعدل 23 %.
بالإضافة إلى ما سبق، عزز كوفيد-19 أشكالاً أخرى من عدم المساواة مرتبطة بعوامل مثل العرق والطبقة الاجتماعية.
وعلى سبيل المثال، اضطرت النساء البريطانيات السود إلى العمل خارج المنزل خلال الوباء لأن طبيعة عملهن لم تسمح لهن بالعمل من المنزل مثل باقي النساء مما زاد تعرضهم للوفاة من كورونا.
وعلى الرغم من كل ما سبق، لايزال هناك بصيص أمل في أن تكون الجائحة حافزاً للتغيير وخاصة مع وجود دراسات تثبت رغبة الكثير من الرجال في هولندا والولايات المتحدة بالعمل من المنزل واستعدادهم لمساعدة نسائهم.