الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد
"الاعتماد على الذات قوة" مقولة للكاتب ستيفن كوفي يؤكد من خلالها على مدى أهمية اعتماد الفرد على ذاته في تسيير أموره وقضاء حاجاته لتحقيق أهدافه في الحياة، فالوصول إلى الطموحات نتاج العمل المتواصل وفق خطة متكاملة أساسها الإرادة والصبر والتحمل لمواجهة الصعوبات والتحديات، فالاعتماد على الذات رأس مال الفرد الحقيقي ووسيلته الفعالة في تحقيق النجاح والتميّز.
النجاح في الحياة له أسس واضحة أولها الاعتماد على الله والذات، الذي يشعر الفرد بالراحة والاستقلال والقدرة على اتخاذ القرار السليم وبالتالي تحقيق ما يريد ويتمنى، ويشارك فيه جهات عدة مثل الأسرة، والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى الأصدقاء، إلا أن استعداد الإنسان نفسه وقوة إرادته في الاعتماد على نفسه يعتبر من أهم العوامل المؤدية لذلك.
وهو سلوك يكتسبه الإنسان منذ الصغر، وخلال مراحل عمره المختلفة، ويتفاوت بين البشر، حسب الخبرات الحياتية المكتسبة، والدعم الأسري والتربوي، الذي تلقاه الإنسان، يبدأ الطفل بالاعتماد على ذاته بشكل سليم للقيام بأمرٍ ما تزداد ثقته بنفسه، وتتطور مهاراته الاجتماعية والقيادية، كما أنه يبدأ بخط طريق لحياته والتفكير في مستقبله، وأولى الخطوات لتشجيع أبنائنا على الاعتماد على ذواتهم هي أن نكون نحن القدوة لهم، ومن ثم إشراكهم في اتخاذ القرارات ومناقشتهم فيها، بحيث يتعلم الطفل أن هناك عواقب لكل قرار.
وفيما يلي بعض الإرشادات في الاعتماد على الذات: "احترام الذات فاحترام المرء لنفسه يعني قدرته على الاعتماد على ذاته، وشعوره بمكانته، قوة الإرادة، التفاؤل، السعادة، تحديد الأهداف والتخطيط لتحقيقها، المبادرة والإقدام، حل المشكلات، الإنتاجية، السيطرة على المواقف الحياتية، مساعدة الآخرين، تجنب معوقات الاعتماد على الذات كالنظرة الدونية للإمكانيات الذاتية، الإهمال، الخوف والقلق، تهويل الأمور، إلقاء اللائمة على الآخرين، مصاحبة المثبطين".
الاعتماد على الذات لا يعني أبداً الابتعاد عن الجماعة والعمل معها ضمن فريق، بل لابد من تعزيز مهارات التفكير والقيادة والتواصل، وغيرها من المهارات والمعارف لأنها ستفتح آفاقاً أوسع لبناء علاقاتٍ أفضل، وإتاحة فرص التعلم والتأهيل أمامنا لنكون بناةً لمستقبلٍ أفضل، فمن لديه القدرة على الاعتماد على الذات يعتبر الأكثر نجاحاً في العمل ضمن فرق العمل بل وإدارتها.